. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وبقول الآخر:
1819 - ونحن منعنا البحر أن تشربوا به ... وقد كان منكم ماؤه بمكان (?)
وقد تأوّل المانع ذلك كله بما يقرب تأويله وما يبعد، واختار المصنف جواز التقديم، غير أنّه جعله قويّا إن كانت الحال ظرفا أو شبهه، وضعيفا إن كانت غير ذلك، فقال:
ويضعف [3/ 75] القياس على الصريحة لضعف العامل وظهور العمل ... ولا يضعف القياس على تقديم غير الصريحة لشبه الحال فيه بخبر (إنّ) إذا كان ظرفا، فكما استحسن القياس على «إنّ عندك زيدا» لكون الخبر (?) فيه بلفظ الظرف الملغى، ولتوسعهم في الظروف بما لا يتوسع في غيرها بمثله كذا يستحسن القياس على:
وقد كان منكم ماؤه بمكان
انتهى (?). ولا يظهر لي أنّ قول الشاعر: «وقد كان منكم ماؤه بمكان» مما نحن بصدده؛ لأنّ «منكم» المحكوم بحاليته قد تقدم على العامل المعنوي وعلى المخبر عنه معا، وقد تقدّم أنّ من شرط الجواز ألّا يتقدم على المخبر عنه، وإنّما يحسن الاستشهاد بقول الآخر:
1820 - فقلت له لمّا تكشّر ضاحكا ... وقائم سيفي من يدي بمكان (?)
أي: وقائم سيفي كائنا من يدي بمكان.
ثم قال المصنف (?): ولا يجري مجرى العامل الظرفي غيره من العوامل المعنوية -