لكن عثمان - وهو العبدي البصري المؤذن - وإن أخرج له البخاري، فقد قال أبو حاتم: إنه صار يلقن بأخرة، فيتلقن.
وعليه يتنزل قول الدارقطني: كان كثير الخطأ.
وبهذه الخصلة، كملت الخصال في الأحاديث المذكورة سبعة، انتهى.
والحديث المذكور: أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) من طريق أبي روق الدمشقي عن محمد بن غالب عن عمر بن القاسم عن هشام بن حسان به.
وللخصلة السابعة شواهد في الترغيب، فمنها: ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة!!: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يحبهم الله: رجل كان في سرية، فلقي العدو، فهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل، أو يفتح له.
وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء مرفوعا: ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم الذي إذا انكشف فئة، قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل.
وأخرج أبو نعيم عن ربيعة بن وقاص مرفوعا: ثلاثة لهم دعوة: رجل تكون معه فئة، فيفر عنه أصحابه، فيثبت.
أنشدني شيخ الإسلام في عموم إجازته لنفسه:
وَزِد سَبعَةً: إِظلالَ غازٍ وَعَونِه ... وَإِنظارُ ذي عُسرٍ وَتَخفيفِ حَملِه
وَحامي غُزاةَ حينَ وَلّوا وَعَونِ ذي ... غَرامَةَ حَقٍّ مَع مُكاتِبِ أَهلِهِ
وفي أحاديثهما ضعف، وهي عشرة أحاديث
أخبرني القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن عبد الوارث البكري بالفسطاط أنا أبو الحسن البالسي أنا أبو الفرج بن عبد الهادي أنا أبو العباس بن نعمة أنا أبو الفرج الثقفي أنا أبو القاسم الأصبهاني في (الترغيب) أنا أبو بكر بن أحمد أنا جعفر بن محمد بن جعفر أنا عبد الله بن محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري حدثني أبي عن أبي بكر المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه، أظله الله تحت عرشه، يوم لا ظل إلا ظله: الوضوء على المكاره، والمشي إلى المساجد في الظلم، وإطعام الجائع.
قال شيخ الإسلام: هذا حديث غريب.
أخرجه أبو الشيخ في (كتاب الثواب) عن عبد الرحمن هكذا.
وعبد الله بن إبراهيم أخرج له الترمذي. وابن ماجه، وهو ضعيف جدا.
لكنه ورد في الترغيب في كل من هذه الخصال أحاديث قوية.
وأخرج الطبراني في (مكارم الأخلاق) بهذا السند عن جابر مرفوعا: من أطعم الجائع حتى يشبع، أظله الله تحت ظل عرشه.
وبه إلى الأصبهاني أنا عبد السلام بن محمد أنا عبد الجبار بن أحمد ثنا محمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص ثنا يحيى بن شبيب عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التاجر الصدوق تحت ظل العرش، يوم القيامة.
هذا حديث غريب.
أخرجه الديلمي في (مسند الفردوس) عن أبي بكر محمد إبراهيم الكرجي عن عبد الجبار بن أحمد القاضي به.
قال شيخ الإسلام: تفرد به يحيى، وهو منكر الحديث متهم عند الأئمة.
قلت: لكن له شاهد في الإظلال من حديث أبي هريرة سيأتي.
ومن مرسل قتادة: قال ابن جرير في (تفسيره) : حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة قال: كنا نحدث: أن التاجر الأمين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة.
وقال عبد الرزاق: أنا معمر عن قتادة أن سلمان قال: التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله يوم القيامة.
أخرجه البيهقي في (الأسماء والصفات) من طريقة.
وله شواهد في (الترغيب والترهيب) ، منها: حديث أبي سعيد: التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة.
رواه الترمذي.
وحديث ابن عمر: التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة.
رواه ابن ماجة.
أخبرني أبوعبد الله الحلبي في (كتابه) عن أبي عبد الله بن أحمد أن أبا الحسن الحنبلي أخبره عن أبي المكارم بن اللبان أنا أبو نعيم أنا الطبراني في الأوسط حدثنا محمود - هو ابن علي الأصبهاني - ثنا هارون بن موسى ثنا عبد الله بن سعيد المقبري عن أخيه عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: