أخرجه أبو نعيم في الحلية بلفظ: شافعين ومشفعين وله شاهد: أخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن ابن عمر أن رجلا من الأنصار - كان له ابن - يروح معه، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أتحبه؟ فقال: يا نبي الله، نعم، فأحبك الله كما أحبه.
فقال: إن الله أشد لي حبا منك له.
فلم يلبث أن مات. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم، يلاعبه تحت ظل العرش.
قال: بلى.
وله شاهد آخر أصرح منه: قال الديلمي: أنا الحافظ أحمد بن نصر ثنا أبو طالب بن الصباح أنا محمد بن عمر الصوفي ثنا إبراهيم ثنا الحسين ثنا إسماعيل عن أبان عن أنس بن مالك مرفوعا قال: يؤتى يوم القيامة بالمتقاعسين - وهم أطفال المؤمنين - اشتد عليهم الموقف، فيتصايحون، فيقول: يا جبريل أظلهم تحت ظل عرشي، فيظلهم.
وقال الحارث بن أبي أسامة: حدثنا الحسن بن قتيبة عن أبي الحسن المصيصي - وكان رجلا صالحا - عن أبي خيثمة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب، قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، خمس عشرة مرة، جاء يوم القيامة، فلا يحجب، حتى ينتهي، إلى ظل عرش الرحمن.
وقال العقيلي: حدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء عند الله على منابر من ياقوت، في ظل عرش الله، يوم لا ظل إلا ظله.
وبالسند الماضي إلى أبي نعيم: حدثنا أبو بكر الآجري وعبد الله بن محمد بن أحمد قالا: ثنا جعفر الفريابي ثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن خيثمة قال: قيل لعبد الله بن عمرو إن ابن مسعود يقول: إن الرجل ليسبح في عرقه حتى يبلغ أنفه.
فقال عبد الله بن عمرو: إن للمؤمنين كراسي من لؤلؤ، يجلسون عليها، ويظلل عليهم بالغمام، ويكون يوم القيامة عليهم، كساعة من نهار، أو كأخذ طرفة عين.
هذا حديث صحيح.
ومثله لا يقال من قبل الرأي، فله حكم الرفع.
وقد أخرجه البيهقي في البعث من طريق آدم بن أبي العباس عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن خيتمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يشتد كرب ذلك اليوم، حتى يلجم الكافر العرق، قيل له: فأين المؤمنين؟ قال: على كراسي من ذهب، ويظلل عليهم الغمام.
ثم رأيت الطبراني أخرجه في الكبير مصرحا برفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجتمعون يوم القيامة، فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيقومون، فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتليتنا فصبرنا، ووليت الأمور، والسلطان غيرنا.
فيقول الله تعالى: صدقتم، أو نحو هذا.
فيدخلون الجنة، قبل الناس بزمان، ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان.
قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: يوضع لهم منابر من نور، مظلل عليهم بالغمام.
ورجاله رجال الصحيح، إلا أبا كثير الزبيدي وهو ثقة.
وقال ابن المبارك: حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال: تدنو الشمس من الناس يوم القيامة، حتى تكون من رؤوسهم، قاب قوس أو قوسين، وليس على أحد يومئذ طحرية، ولا يرى فيها عورة مؤمن ولا مؤمنة، ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة، وأما الآخرون - أو قال الكافرون - فتطحنهم، فإنما تقول أجوافهم: غق غق.
قال أبو نعيم: الطحرية: الخرقة.
وظاهر هذه الآثار: أن المؤمنين كلهم في الظل، وينبغي تخصيصه بالمتقين.
وقد وجدت حديثا يدل على هذا التخصيص: قال أبو يعلى: حدثنا حسين بن السود ثنا أبو أسامة ثنا يزيد بن سنان أبو فروة حدثني أبو منيب الحمصي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض.
وصنف كالريح في الهواء.
وصنف عليهم الحساب والعقاب.
وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم، قال الله تعالى: (لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها.) الآيات.
وصنف أجسادهم أجساد بني آدم، وأرواحهم أرواح الشياطين.
وصنف في ظل الله، يوم لا ظل إلا ظله.