على وفق إشارة1 صاحب الكشاف2، بوجود الالتفات في قوله تعالى3: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} 4 فإنَّ العدول فيه عن مقتضى5 ظاهر الكلام، حيث كان سباقه، وهو قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} 6 على صيغة الغيبة، لا عن مقتضى ظاهر المقام، لأن مقتضاه7 الخطاب في الموضعين، ونكتة العدول عن مقتضى الظاهر بحسب المقام، التعظيم للنبي عليه الصلاة والسلام، والتلطيف في تأديبه بالعدول عن الخطاب في مقام العتاب، والإباء عن المواجهة بما فيه الكراهة.
وأمّا ما قيل: "في الإخبار عمّا فرط منه، ثم الإقبال عليه دليل على زيادة الإنكار، كمن يشكو إلى الناس جانياً جنى عليه، ثم يقبل على الجاني إذا حمي في الشكاية مواجهاً له بالتوبيخ، وإلزام الحجة"8 فوهم، لا ينبغي أن يذهب إليه فهم.