قَدِمَ بَغْدَادَ وَهُوَ حَدَثٌ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بِشْرَانَ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَحَامِلِيِّ، وَشُيُوخِ ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الْحَافِظِ، وَغَيْرِهِ، وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ مُقْبِلا عَلَى دَرْسِ فِقْهِ الشَّافِعِيِّ وَتَعْلِيقِهِ عِدَّةَ سِنِينَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بِلادِ فَارِسٍ فَنَزَلَ خَبْرَ، وَهِيَ بُلَيْدَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ شِيرَازَ وَاسْتَوْطَنَهَا، وَكَانَ ذَكِيًّا مُتَأَدِّبًا
حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ الْبَرِيدِيُّ بِلَفْظِهِ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، نَا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ الرَّخْصِ الْحِمْصِيُّ، نَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ جُبَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ حِينَ تَرْتَفِعُ الشَّمْسُ، أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ الصَّلاةَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: «تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَا خَلَقَ، وَهِيَ صَلاةٌ كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا آدَمُ، وَنُوحٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلامُ»، تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَحَدَّثَ بِهِ أَحْمَدَ بْنَ عَمْرٍو الْبَزَّازَ الْحَافِظَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ السِّمْسَارَ، عَنْ عُتْبَةَ