فاصطفاهم، وصفاهم، ثم أخذهم عنهم، وسلبهم منهم، فقام بنفسه مقام صفاتهم، وفاءوا لموافاتهم، فقال: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت له سمعاً وبصرا، فبي يسمع، وبي يبصر.
الأصل في حروف العطف الواو. والمراد به إلحاق ما بعد حرف العطف بما قبله في الحكم.
فتمسك القوم بأذيال حروف العطف، وتوسلوا بشفيع الألطاف إلى واو الاستعطاف، ليتعطف عليهم، وينظر إليهم.
فوسطت واو العطف بين المحب ومحبوبه، حتى جمعت بينهما على بلوغ مطلوبه، وبه كتبت بينهما بالعهود المصونة عقدا يتضمن: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وخلعت عليهم خلع الأنعام المستمدة منه، من خزائن الله: {رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}.