اللفظية، فاستحق أن يبتدأ به، فأعطي من الإعراب حكم الرفع؛ لأنه مقدم على النصب والجر، فأعطي الأعلى للأعلى.
وكذلك أسماؤه سبحانه وتعالى، لما كانت مجردة، مقدسة عن الحادثات الخلقية، وكانت أزلية قديمة، استحقت رتبة الأولية، فكان هو الأول. ولما كانت أبدية؛ كما كانت أزلية؛ استحقت رتبة الآخرية، فكان هو الآخر.
فالمبتدأ والخبر كلاهما في الحقيقة واحد.
كذلك هو سبحانه وتعالى، هو أول في آخريته، وآخر في أوليته.
ولما كان الاسم ينقسم إلى معرفة ونكرة، فالمعرفة ظاهرة بما استدل عليها بعلامتها، والنكرة باطنة بما أبهم من خفي مشكلاتها.
فكذلك الحق سبحانه وتعالى تعرف إلى خلقه بآياته، ومصنوعاته، فكان هو الظاهر. ثم تنكر بعزيز ذاته، فكان هو الباطن.
ولما عُلمت رتبة المبتدأ بتقديمه، أعطي رتبة الرفع لتعظيمه.
كذلك الحق سبحانه وتعالى، استحق القدم؛ لأنه أحدث الكل من العدم، فاستحق أن يرفع اسمه، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. وهو مذكور في الفرش، وهو رفيع الدرجات ذو العرش.