وَركب بدر الخرشني صَاحب الشرطة فَنَادَى بِبَغْدَاد ان لَا يجْتَمع من اصحاب ابي مُحَمَّد البربهاري نفسان
واستتر البربهاري
وَخرج من الراضي توقيع (1) طَوِيل فِي معناهم وَكَانَت حَال البربهاري قد زَادَت بِبَغْدَاد حَتَّى انه اجتاز الْجَانِب الغربي فعطس فشمته اصحابه فارتفعت ضجتهم حَتَّى سَمعهَا الْخَلِيفَة فِي الْوَقْت وَهُوَ فِي روشنه فَسَالَ عَن الْحَال فَأخْبر بهَا فاستهولها
واصحابه يذكرُونَ عَنهُ صلاحا كثيرا وأضداده يذكرُونَ خلاف ذَلِك حَتَّى حكوا عَنهُ انه حمل فِي درج مقفول لَهُ منطر (2) بَعرَة وَجَاء الى بزاز فِي الكرخ فَقَالَ هَذِه بقرة جمل ام الْمُؤمنِينَ عَائِشَة رضى الله عَنْهَا واريد ان ارهنها عنْدك على الف دِينَار فَاعْتَذر الرجل فَتَركه فَلَمَّا كَانَ من الْغَد اجتاز عَلَيْهِ فَصَعدَ وَقبل لحيته وَقَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام يقبلهَا فَتَركه اصحابه امرد وحكاياتهم فِي امثال هَذَا عَنهُ كَثِيرَة
سعيد (3) بن حمدَان فِي ضَمَان الْموصل وديار ربيعَة سرا وَمضى اليها فِي خمسين غُلَاما فَقبض عَلَيْهِ حِين وصل اليها ابْن اخيه ابو مُحَمَّد الْحسن بن عبد الله وَقَتله فَأنْكر ذَلِك الراضي فَأمر ابْن مقلة بِالْخرُوجِ اليه فأظهر ابْن مقلة ان عَليّ بن عِيسَى هُوَ الَّذِي كَاتبه حَتَّى عصى وصادر عليا على خمسين الف دِينَار وَأخرجه الى الصافية
واستخلف ابْن مقلة ابْنه بالحضرة وَصَارَ الى الْموصل فَتَركهَا ابو مُحَمَّد ورحل الى بلد الزَّوْرَاء (4) فاستخرج ابْن مقلة مَال الْبَلَد (5) واستسلف من التُّجَّار على غلاته فَحصل مَعَه اربعمائة الف دِينَار
فبذل سهل بن هَاشم كَاتب ابي مُحَمَّد بن (6) حمدَان للوزير ابي الْحُسَيْن ابْن الْوَزير ابي عَليّ عشرَة الاف دِينَار حَتَّى كَاتب اباه ان الامور بالحضرة مضطربة فانزعج واستخلف على الْموصل عَليّ بن خلف بن طياب (7) وَانْصَرف الى بَغْدَاد