سنة سبع عشرَة وثلاثمائة

فِي يَوْم السبت ثَالِث (1) الْمحرم خرج مونس الى بَاب الشماسية وَخرج الْجَيْش مَعَه وَعبر اليه نازوك فِي اصحابه وَخرج اليه ابو الهيجاء وَسَائِر القواد ثمَّ انتقلوا الى الْمصلى

وشحن المقتدر دَاره بهَارُون بن غَرِيب وَاحْمَدْ بن كيغلغ والحجرية والرجالة المصافية فَمَا كَانَ اخر النَّهَار حَتَّى مضوا الى مونس

وارسل مونس المقتدر بَان الْجَيْش عَاتب بِمَا يصير الى الخدم وَالْحرم ودخولهم فِي الرَّأْي وهم مطالبون باخراجهم عَن الدَّار فاجابه المقتدر برقعه طَوِيلَة فِيهَا امتعنى الله بك وَلَا اخلاني مِنْك وَلَا اراني سوءا فِيك تاملت الْحَال الَّتِى خرج اولياؤنا وصنائعنا وشيعتنا اليها وتمسكوا بهَا واقاموا عَلَيْهَا فوجدتهم لم يُرِيدُوا الا صِيَانة نَفسِي وَوَلَدي واعزاز امري وملكي بَارك الله عَلَيْهِم واحسن اليهم واعانني على صَالح مَا انويه لَهُم

واما انت يَا ابا الْحسن المظفر لَا خلونا مِنْك فشيخي وكبيري وَمن لَا ازول وَلَا احول عَن الْميل اليه والتوفر عَلَيْهِ والتحقق بِهِ اعْترض مَا بَيْننَا هَذَا الْحَادِث لَو لم يعْتَرض وانتقض هَذَا الامر الَّذِي لحقنا اَوْ لم ينْتَقض وارجو ان لَا تشك فِي ذَلِك ان صدفت نَفسك (2) وحاسبتها وازلت الظنون السَّبَبِيَّة عَنْهَا ادام الله حراستها

وَمَا وَالَّذِي ذكره اصحابنا من امْر الْحرم والخدم قَول اذا تبينوه حق تبينه وتصفحوه حق تصفحه علمُوا انه قَول جَاف وَالْبَغي فِيهِ على غير مستتر وَلَا خَافَ ولأيثاري موافقتهم واتباعي مصلحتهم (3) اجبتهم الى المتيسر (4) فِي امْر هَذِه الطَّبَقَة واتقدم بِقَبض اقطاعاتهم وحظر (5) تسويغاتهم واخرج من تجوز اخراجه من دَاري وَلَا اطلق اللباقين الدُّخُول فِي تدبيري ورايي واوعز بمكاتبة الْعمَّال فِي اسْتِيفَاء حق بَيت المَال من ضياعهم الصَّحِيحَة الْملك دون مَا يُقَال انه قد (6) لابسه الريب وَالشَّكّ وَانْظُر لنَفْسي فِي امْر الْخَاصَّة والعامة وابلغ فِي انصافها والاحسان اليها الْغَايَة

واما انتم فمعظم نعمكم منى وَمَا كنت لاعود عَلَيْكُم فِي شىء سمحت بِهِ ورايته فِي وقته واراه الان زهيدا فِي جنب استحقاقكم وانا بتثميره اولى وبتوفيره احرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015