تقبل مِنْهُ لما عرف مِنْهُ الْجَهْل بِالْكِتَابَةِ والتهور فِي الافعال
واحضر ابْن مقلة يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ربيع الاول وقلد الوزارة وَوصل الى الْخَلِيفَة وخلع عَلَيْهِ وَحمل اليه طَعَاما على الْعَادة الَّتِى جرت للوزراء اذا خلع عَلَيْهِم
ودس نصر الْحَاجِب عَليّ بن عِيسَى من (1) ادّعى مُكَاتبَته القرمطي على يَده وَذَلِكَ لعداوة بَينه وَبَينه ولممايلة عَلَيْهِ لمونس
وعزم الْخَلِيفَة على ضرب عَليّ بن عِيسَى بالسياط على بَاب الْعَامَّة فوقفت السيدة على بطلَان الامر فازالت من نفس المقتدر تَصْدِيق ذَلِك وثنته عَن رايه فِي معاقبته
وَاتفقَ لِابْنِ مقلة مَا مَشى بِهِ الامور انفاذه البريدي لَهُ وَكَانَ بَينهمَا مَوَدَّة سفاتجا بثلاثمائة الف دِينَار وَغير ذَلِك من وُجُوه اخر
وتغاير سواس نازوك (2) وسواس هَارُون بن غَرِيب (3) على غُلَام امرد فَوَقع الْحَرْب بَينهم فاخذ نازوك وسواس هَارُون وحبسهم فَصَارَ اصحاب هَارُون الى مجْلِس الشرطة وضربوا خَليفَة (4) نازوك واخذوا اصحابه فَلم يُنكر ذَلِك المقتدر فَجمع نازوك رِجَاله وزحف الى دَار هَارُون فَقتل من اصحابه قوما وَوَقعت الْحَرْب فجَاء ابْن مقلة ومفلح الاسود فاديا رِسَالَة اليهما عَن المقتدر حَتَّى كفا
واقام مونس فِي دَاره مستوحشا فاظهر ان ذَلِك لمَرض فِي سَاقه وَصَارَ اليه هَارُون لابسا دراعة فاصطلحا
واقام هَارُون ببستان النجمي قَاصِدا للبعد من الْفِتَن فَكتب اصحاب مونس اليه وَهُوَ بالرقة بَان الامر قد تمّ لهارون فِي امرة الامراء فاسرع الى بَغْدَاد وَلم ينحدر الى المقتدر
وَصعد (5) اليه الامير ابو الْعَبَّاس (6) والوزير ابو عَليّ (7) فسلما عَلَيْهِ وَقدم عَلَيْهِ ابو الهيجاء من الْجَبَل وقلد احْمَد بن نصر الْجُبَّة واخذ مِنْهُ سِتِّينَ الف دِينَار وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان وَصرف فِي ذِي الْحجَّة
وَقبض ابْن مقلة على ابي مُحَمَّد عبد الله كَاتب نصر والزمه خمسين الف دِينَار