رَاع مسؤول عَن رَعيته واني رايت فِي الْمَكَان الْفُلَانِيّ عشبا امثل من موضعك ثمَّ اثنى عل عمر رضى الله عَنهُ وَذكر سيرته يَقُول الشَّاعِر فِيهِ ... غضِبت لغضبتك القواطع والقنا ... لما نهضت لنصرة الاسلام
نَامُوا فِي كنف لعدلك وَاسع ... وسهرت تحرس غَفلَة النّوم ...
وَلَو تتبعت امثال هَذَا لاطلت وَلم ار اجْمَعْ لهَذَا الْعلم من كتاب مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ فرايت ان اضيف إِلَيْهِ مجموعا عولت فِيهِ على مَا نقلته من تصانيف المؤرخين وتاليف الْمُحَقِّقين كالصولي والتنوخي والخطيب ابي بكر احْمَد بن ثَابت الْمُحدث وابي اسحاق الصابي واولاده وَابْن سِنَان وَغير هؤلاؤ واضفت الى ذَلِك مَا حفظته من شعر الشُّعَرَاء وحكايات الْعلمَاء وَتشهد بِالْحَال واختصرته بجهدي ولخصته بِحَسب طاقتي واقتصرت فِيهِ على الامور الْمَشْهُورَة والاحوال السائرة الماثورة وختمته ببيعة سيدنَا ومولانا الامام المستظهر بِاللَّه امير الْمُؤمنِينَ الَّذِي قضى حق الله فِي بريته وارتسم امْرَهْ فِي رَعيته فَمن نظر فِي فضائله داوى فكره العليل وشحذ طبعه الكليل وَمَا من اُحْدُ اوتي ذخيرة تَحْصِيل وبصيرة راي اصيل يبدع فِي تدوين مناقبه وَلَا يغرب فِي اثبات فضائله وَمن قصر فِي جمعهَا فَلهُ فِي انعام المتامل لذَلِك مجَال يَحْرُسهُ عَن الم التقريع وثقته بفصح النَّاظر تغني عَن التبذل والمعاذير
فالرغبة الى الله تَعَالَى فِي ان يمد ظلال ايامه الَّتِى بهَا اعتدل المائل وارتدع الْجَاهِل وامن السابل وَقصر المتطاول وان يَجْعَل لَهُ من سيدنَا ومولانا عُمْدَة الدّين عضدا ينوء بقوتها ويدا يَسْطُوا ببسطتها وان يبلغهُ مِنْهُ قاصية الايثار وبنيله مِنْهُ غَايَة الِاخْتِيَار وتبديد اعدائه تَحت الذلة وَالصغَار والخيبة والخسار لَا يعتصمون بعصمة الا اباح الله حوزتها وَلَا يعتضدون بفرقة الا شتت الله كلمتها
وَمن نظر فِي عَزمَات سيدنَا ومولانا الامام المستظهر بِاللَّه امير الْمُؤمنِينَ رضوَان الله عَلَيْهِ وعَلى ابائه الطاهرين وابنائه الاكرمين علم انها تاتي بِمَا لم يقرع الاسماع من قبلهَا وَلَا عثر فِي السّير بِمِثْلِهَا وَتحقّق انها ابعد مجدا وان كَانَت اقْربْ عهدا وارفع عمادا وان كَانَت احدث ميلادا فحفظ الله على الدُّنْيَا سياسته على اهلها حسن رافته حَتَّى تضع لَهُ الدُّنْيَا خدودها ضارعة وتستجب لامره سامعة طَائِعَة انه ولي ذَلِك والقادر عَلَيْهِ بمنه ولطفه
وَلما ختم ابْن جرير تَارِيخه (1) سنة اثْنَيْنِ وثلاثمائة وَهِي السّنة السَّابِعَة من خلَافَة المقتدر بِاللَّه رضى الله عَنهُ واشار الى الامور اشارة خُفْيَة رايت ان ابتدي بخلافته وَوقت بيعَته وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق