الوليدبن عبد الملك وَاخْبَرْ اصحابه بسيرته فِي بنائِهِ وان النَّاس لهجوا فِي ايامه بِالْبِنَاءِ وَشرح لَهُم امور بني امية حَتَّى اخبرهم باحتجاج الْوَلِيد بن يزِيد على هِشَام حِين انكر عَلَيْهِ الاسراف فِي ثمن عمَامَته فَقَالَ لَهُ انت ابتعت جَارِيَة باضعاف ذَلِك لاخس اطرافك فَمَا تنكر من ابتياعي هَذِه لاكرم اطرافي
وَاخْبَرْ عَن عمر بن عبد العزيز رَحمَه الله قَالَ لَو كنت فِي قتلة الْحُسَيْن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام ثمَّ امرت بِدُخُول الْجنَّة لم افْعَل حَيَاء ان تقع عَيْني فِي عين مُحَمَّد - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -
وَهَذَا الْهَادِي (1) رضوَان الله عَلَيْهِ اخبر عَن السندي بن شاهك قَالَ كنت مَعَه بجرجان فَسمع بَين بساتينها صَوت رجل يتَغَنَّى فامر باحضاره فَقلت لَهُ مَا اشبه قصَّة هَذَا الجائي بِقصَّة صَاحب سُلَيْمَان بن عبد الملك فَقَالَ وَمَا ذَاك فَقلت خرج سُلَيْمَان فِي منزه لَهُ مَعَ حرمه فَسمع صَوت رجل يتَغَنَّى فَدَعَا صَاحب شرطته وَقَالَ عَليّ بِصَاحِب الصَّوْت فاتى بِهِ فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْغناء وانت على الْقرب منى وبجانب حرمي اما علمت ان الْفرس يصهل فتستفاي (2) لَهُ الرماك (3) وان الْحمار ليعشر فتودق لَهُ الاتن وان اليبس (4) ليهب فتزعج لَهُ الْغنم وان الرجل يُغني فتغتلم (5) الْمَرْأَة يَا غُلَام جبه فجبه
فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَام الْمقبل رَجَعَ سُلَيْمَان الى ذَلِك الْمنزل فَذكر الرجل وَمَا صنع بِهِ فَقَالَ لصَاحب شرطته عَليّ بِالرجلِ الَّذِي جببته ان كَانَ حَيا فاتاه بِهِ فَقَالَ لَهُ اما بِعْت فوفيناك واما وهبت فكافيناك فَمَا دَعَاهُ الرجل الا باسمه وَقَالَ يَا سُلَيْمَان قطعت نسلي وَذَهَبت بِمَاء وَجْهي وحرمتني لذتي ثمَّ تَقول اما بِعْت واما وهبت لَا وَالله حَتَّى اقف بَين يَدي الله عز وَجل (6) فَقَالَ الْهَادِي لصَاحب الشرطة لَا تعرض للرجل
وَكَانَ الرشيد رضوَان الله عَلَيْهِ فِي بعض اسفاره وَقد نزل الثَّلج فاذاه فَقَالَ لَهُ بعض اصحابه الى مَتى سهرك يَا امير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ اسْكُتْ للرعية الْمَنَام وعلينا الْقيام وَلَا بُد لِلرَّاعِي من حراسة الاغنام
وَقد روى قطن بن وهب عَن ابيه ان عمر بن الْخطاب امير الْمُؤمنِينَ رضى الله عَنهُ انه (7) اجتاز فِي بعض اسفاره على صَاحب غنم فَقَالَ يَا ذَا الرجل ان كل