وَله ... الله يعلم مَا فِي النَّفس جارحة ... الا وذكرك فِيهَا نيل مَا فِيهَا (1)

وَلَا تنفست الا كنت فِي نَفسِي ... تجْرِي بك الرّوح منى فِي مجاريها

ان كنت للعين مذ فارقتها نظرت ... الى سواك فخانتها مآقيها

وان كَانَت النَّفس بعد الْبعد آلفة ... خلقا عداك فَلَا نَالَتْ امانيها ...

وَحكى (2) انه قَالَ الهي انك تتودد الى من يُؤْذِيك فَكيف لَا تتودد الى من يُؤْذى فِيك وانشد ... نَظَرِي بدؤ علتي ... وَيْح قلبِي وَمَا جنى

يَا معِين الضنى عَليّ ... اعني على الضنى ...

وَكَانَ ابْن نصر القشوري قد مرض فوصف لَهُ طَبِيب تفاحة فَلم تُوجد فاومأ الحلاج بِيَدِهِ الى الْهَوَاء (4) واعطاهم تفاحة فعجبوا من ذَلِك وَقَالُوا من ايْنَ لَك هَذِه قَالَ من الْجنَّة فَقَالَ لَهُ بعض من حضر ان فَاكِهَة الْجنَّة غير متغيرة وَهَذِه فِيهَا دودة قَالَ لانها خرجت من دَار الْبَقَاء الى دَار الفناء فَحل بهَا جُزْء من الْبلَاء فاستحسنوا جَوَابه اكثر من فعله

ويحكون ان الشبلي دخل الى السجْن فَوَجَدَهُ جَالِسا يخط فِي التُّرَاب فَجَلَسَ بَين يَدَيْهِ حَتَّى ضجر فَرفع طرفه الى السَّمَاء وَقَالَ الاهي لكل حق حَقِيقَة وَلكُل خلق طَريقَة وَلكُل عهد وَثِيقَة ثمَّ قَالَ يَا شبلي من اخذه مَوْلَاهُ عَن نَفسه ثمَّ اوصله الى بِسَاط انسه كَيفَ ترَاهُ فَقَالَ الشبلي وَكَيف ذَاك قَالَ ياخذه عَن نَفسه ثمَّ يردهُ على قلبه فَهُوَ عَن نَفسه مَأْخُوذ وَعَن قلبه مَرْدُود فَأَخذه عَن نَفسه تَعْذِيب ورده إِلَى قلبه تقريب وطوبى (5) لنَفس كَانَت لَهُ طَائِعَة وشموس الْحَقِيقَة فِي قلوبها طالعة ثمَّ انشد ... طلعت شمس من احبك لَيْلًا ... فاستضاءت فَمَا لَهَا من غرُوب

ان شمس النَّهَار تطلع بِاللَّيْلِ ... وشمس الْقُلُوب لَيْسَ تغيب

(6)

ويذكرون انه سمى الحلاج لانه اطلع على سر الْقُلُوب وَكَانَ يخرج لب الْكَلَام كَمَا يخرج الحلاج لب الْقطن بالحلج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015