قَالَ عضد الدولة يُوشك ان تكون منيته فِي طَرِيقه وَعَاد وَقد اوقره مَالا وَلما بلغ همانيا (1) مُقَابل دير العاقول خرج عَلَيْهِ فاتك بن ابي الْجَهْل الاسدي فقاتل المتنبي قتالا شَدِيدا وَقتل وَأَصْحَابه وَأخذ مَاله
وَقَالَ ابو احْمَد العسكري يُجيب ابْن هَارُون وَقد رثى المتنبي ... يَا شقوة المتنبي مَا اتيح لَهُ ... بعد الْكَرَامَة من ذل وَمن هون
تقضي منيته فِي ارْض مضيعة ... ويستباح ويرثيه ابْن هَارُون
انى لأرثي لَهُ مِمَّا رثاه بِهِ ... قَول رَكِيك وَشعر غير مَوْزُون
لَو كَانَ يسمع شعرًا وَقد رثا بِهِ ... لقام من قَبره فِي زِيّ مَجْنُون ...
وَقَالَ ابو الْحسن مُحَمَّد بن يحيى الزيدي الْعلوِي وَأقَام بعسكر مكرم كَانَ المتنبي ينزل فِي جواري بِالْكُوفَةِ وَهُوَ صبي وابوه يُسمى عبدون السقاء يَسْتَقِي لأهل الْمحلة وَنَشَأ هُوَ محبا للْعلم وَالْأَدب وَصَحب الاعراب بالبادية فجاءنا بعد سِنِين بدويا وَكَانَ لَا يعْتَرف بنسبه وَيَقُول مَتى انتسبت لم آمن ان يأخذني بعض الْعَرَب بطائلة بَينه وَبَين قبيلته وَكَانَ اخوه ضريرا يتَصَدَّق بِبَغْدَاد وَادّعى انه حسيني ثمَّ ادّعى بكلب انه نَبِي فَأَشْرَف على الْقَتْل ثمَّ استتابوه
قَالَ التنوخي (2) كنت احب ان أسأَل المتنبي عَن سَبَب لقبه فَكنت استحي لِكَثْرَة من يحضر مَجْلِسه بِبَغْدَاد فَلَمَّا جَاءَ الاهواز مَاضِيا الى فَارس قلت فِي نَفسِي شىء أحب ان اسألك عَنهُ فَقَالَ عَن لقبي قلت نعم فَقَالَ هَذَا شىء كَانَ فِي الحداثة اوجبته صُورَة
قَالَ التنوخي فَمَا رَأَيْت فِي (3) دهثمة الف مِنْهَا لانه يحمل الْمَعْنى انه كَانَ نَبيا اذا عمد الْكَذِب اَوْ أَن عِنْده انه كَانَ صَادِقا الا انه اعرف بذلك