الصالح؟ فقال له: كيف حال من فارقك ورأى هذا اليوم المهول -يعني يوم جنازته-؟ فقال له الشيخ: أما كان يومًا باهرًا؟ فقال له: يا سيدي ما رئيَ مثله قط، وأجمع أعداؤك ومن يحبك أنهم ما رأوا مثله، فتبسّم ووضع يده على كتفه وهزّه وقال: يا فلان أتعْلَم اليوم الذي كان أبهر منه؟ فقال له: لا والله، فقال: يوم دخول الروح إلى الفردوس، فقال: أرأيت هذا الجم الغفير؟ فقال: نعم، فقال له: أضعاف هؤلاء من الملائكة قدّام الروح بالشمع إلى الفردوس، فحصل له انزعاج لذلك الكلام. ثم قال: لا ينعَّم إلا الروح ولا يعذّب إلا الروح، فانتبه مرعوبًا ثم صاح.
أخبرتنا المرأة الصالحة أم عُمر شَهْلاء بنت إبراهيم بن صالح المقوم: أنها رأت ليلة الخميس ثامن ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة: كأنَّ الشيخ تقي الدين أحمد ابن تيمية ببيت المقدس وهو قائم يَعِظ، وأكثر مَن هناك نساء، وأنها سألت أمها -وكانت قد ماتت قبل ذلك-: من هذا؟ فقالت: يا ابنتي هذا ابن تيمية. قالت: فجئتُ إليه وسألته أن يمدَّ يده على يدي، وكان لها قبل ذلك مدَّة سنين لا تنطبق أصابعها ولا تصل إلى كفّها. قالت فأمرّ يده على يدي، قالت: فاستيقظت وهي صحيحة سالمة. وجاء أولادي على صوتي وأنا أقول: يا أحباب الله يا رجال الله، وأرتنا كفَّها كيف كانت، ورأيتُ كفّها وأصابعها وهي صحيحة، وفتَحَتْهم وطبقتهم (?) ونحن ننظر بلا كُلفة.