بشيء. أو كما قال. حدثني به ثقات.
ورأى رجل ثقة عند أصحابنا كالشيخ شمس الدين محمد بن رُزَيز وغيره أن رجلًا نصرانيًّا ذاهبًا (?)، فقال له المُسْلِم: إلى أين؟ فقال: إلى المسيح عليه السلام. فقال: أنا أولى به، فذهب معه إليه، فرآه في هيئةٍ حسنة، فقال الرائي في نفسه: لو رأيت نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى أراه وأرى منزلته عند المسيح عليه السلام. فجاء النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقام المسيح عليه السلام وجلس النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكانه، وهو في هيئة عظيمة، حسن الوجه حسن الهيئة، فقبَّل المسيحُ عليه السلام يده ورأسه وجلس إلى جانبه، وسأل الرائي: ما معك؟ فقال: رُطَب، فأخذه منه فحثى للمسيح منه. قال: فقلت للنصراني: انظر تعظيم نبيكم لنبينا، فقال: نعم. فبينما هم كذلك إذ جاء طائفة من خلف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والشيخ جالس بينهم أو أمامهم، فلما قربوا تقدم الشيخ وقام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: أهلًا وسهلًا يا أحمد، ثم حثى له من الرطب، فبينما هم كذلك إذ جاء طائفة من بين أيديهم فلم يلتفت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليهم، فقال الشيخ تقي الدين: يا رسول الله إن هؤلاء من أمتك. فقال: لا، لو كانوا من أمتي كانوا على ما أنت عليه.
حدثني صلاح الدين يوسف ابن المرحوم علاء الدين ابن أخي الصاحب تقي الدين ابن مهاجر التكريتي: أنه رأى الشيخ بعد موته بليلة، وهو واقف على باب مدرسته بالقصَّاعين، وهو بعد وقوفه يتمشّى، فأكبَّ الرائي رأسَه ليقبِّل قدميه، فمنعه من ذلك، وقال له: كيف الشيخ