السيادة، وإمام أهل العبودية في مراتب العبادة. اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى من ينتمي إليه ما اختلف المَلَوان وتعاقب الجديدان.
أما بعد؛ فطالما طَنّ على أذني طنين الذباب، وحام على عيني ما كأنه جناح غراب أو خيال سراب، من القَدْح الفظيع والقول الشنيع في إمام الأئمة وحافظ هذه الأمة، مَن أجمع الموافقُ والمخالفُ على فضله ونُبْله، واتفقت الآراء قديمًا وحديثًا على ذكائه وحُسْن عمله.
من دلّت أخلاقُه الكريمة فيه على حُسْن النية والطويّة، الإمام المجتهد تقي الدين شيخ الإسلام ابن تيمية.
فقلت: لا يخلو إما أن يكون الطعن من جهة العقيدة السلفية، أو من جهة الأحكام الفقهية والمسائل الفرعية.
فإن كان من الجهة الأولى، فما عليه في ذلك ملام. وحق الجواب لمن لامه أو تعقّبه أن يقال فيه: سلام.
وإن كان من الجهة الثانية، فما رأيت أحدًا بدّع ولا ضلّل ولا فسّق بسبب ذلك، ولا أُهمل، فإن المسائل الفقهية أدلتها ظنية. وأما القطعيات فخارجة عن محلّ الاجتهاد، ويعد من خالفها من أهل الكفر والإلحاد أو الزيغ والعناد.
وهذه (?) العلماء في القديم والحديث يتفقَّهون ويتناظرون، وما سمعت أنهم في ذلك يُبدّعون ويُضلّلون، بل من ظهر الحقّ على يديه