قشعم، وذلك إشارة إلى قول زهير بن أبي سلمى في المعلقة:
فشد ولم يفزع بيوتًا كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم
فحمل حضين بن ضمضم على خصمه، ولم يخف بيوتًا كثيرة، أي لم يتعرض لها في الموضع الذي ألقت فيه رحلها أي نزلت فيه أم قشعم، وهي المنية أي الموت، أي هجم على خصمه في الموضع الذي حان فيه هلاكه، فأرداه قتيلا. وهنا جرت (حيث) بإضافة لدى إليها، وهي مبنية على الضم في اللغة الفصحى، وبعض العرب يفتحونها، وبعضهم يكسرون ثاءها.
ولا تضاف إلا إلى جملة فعلية نحو قوله تعالى في سورة الأنعام (124) {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} وقوله تعالى في سورة الطلاق (2 - 3) {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} أي من الجهة التي لا يظن أن الرزق يأتيه منها.
أو إلى الجملة الاسمية نحو: أقم حيث المقام طيب، واظعن حيث الظعن سهل، وحيث في ذلك مضافة إلى الجملة الفعلية أو الاسمية، وقد يحذف خبر المبتدأ في الجملة الاسمية نحو: هذا المنزل طيب من حيث الكلأ، والبعد عن طريق القوافل. أما من حيث الماء فليس بجيد، وتقدير الخبر فيهما موجود.
وقد تضاف (حيث) إلى مفرد شذوذا كقول الشاعر:
أما ترى حيث سهيل طالعا ... نجم يضيء كالشهاب لامعا
(بجر سهيل).
قال العيني، وتبعه الصبان: ترى بصرية، وطالعا مفعولها، وحيث ظرف، ثم قال الصبان: وقيل: مفعولها حيث، وطالعا