فهذان ميثاقان: ميثاق بالإيمان بِاللَّه وميثاق بالعمل. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فِي البقرة: سَمِعْنا وَأَطَعْنا (?) سمعنا بالقرآن الَّذِي جاء من عِنْد اللَّه وأطعنا اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِيهِ.

وذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي التغابن: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا (?) يَقُولُ اسمعوا القرآن الَّذِي جاء به محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وأطيعوا اللَّه فيما أمركم فَمنْ بلغ الحلم والعمل وَلَم يؤمن بِاللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا بالرسول والكتاب فقد نقض الميثاق الأول بالإيمان بِاللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وبما أَخَذَ اللَّه- تَعَالَى- عَلَيْه حين خلقه وصار من الكافرين.

ومن أَخَذَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عَلَيْه الميثاق الأول وَلَم يبلغ الحلم فَإنَّ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- أَعْلَم به.

قَالَ: وسئل عَبْد اللَّه بن عَبَّاس عن أطفال المشركين فَقَالَ: لقَدْ أَخَذَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- الميثاق الأول عليهم فلم يدركوا أجلا وَلَم يأخذوا رزقا ولم يعملوا سيئة وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (?) وماتوا عَلَى الميثاق الأول فالله أَعْلَم بهم.

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تنقضوا ذَلِكَ الميثاق إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ- 7- يعني بما فِي قلوبهم من الْإِيمَان والشك، قوله- سبحانه-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ يعني قوالين بالعدل شهداء للَّه وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ يَقُولُ لا تحملنكم عداوة المشركين يعني كفار مكة عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا عَلَى حُجّاج رَبِيعَة وتستحلوا منهم محرما اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015