الآيات الاولى من السورة كانت عزيمة، والآية الاخيرة رخصة من الله بعد التشديد.

ثم عاد فقال: ان الآية الاخيرة نسخت قيام الليل عن المؤمنين، وثبت قيام الليل على رسول الله صلى الله عليه وسلم..

ويلاحظ ان مقاتلا سوى بين الرخصة والنسخ فى إطلاقهما هنا، مع ان هناك فارقا بينهما: فالرخصة لا يجوز العمل بها الا عند تعذر العمل بالعزيمة. اما النسخ فان الحكم الثاني حل محل الاول فى كل حال (?) .

وعذر مقاتل فى ذلك ان النسخ لم يكن تميز عما سواه فى ذلك الوقت، كما يلاحظ ان مقاتلا يرى: ان الآية الاخيرة لم تنسخ قيام الليل فى حق الرسول صلى الله عليه وسلم بل نسخته فى حق المسلمين فقط وبقي قيام الليل فرضا على رسول الله.

وفى تفسيره للآية 26 من سورة الإنسان وهي: وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا. يذكر ان قيام الليل كان فريضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) .

ويذكر الدكتور مصطفى زيد: (ان قيام الليل كان قد فرض أولا على جميع الامة، ثم نسخ بعد اثنى عشر شهرا فأصبح تطوعا بعد ان كان فريضة، - كما قالت عائشة رضى الله عنها- وان التهجد قد فرض على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بمقتضى آية الاسراء [79] وبقي فرضا عليه حتى انتقل الى الرفيق الأعلى، فلم ينسخ) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015