مثال ذلك: ما أورده مقاتل (?) - وهو موافق لما أخرجه مسلم عن جابر- فى سبب نزول قوله تعالى نِساؤُكُمْ حَرْثٌ ... سورة البقرة: 223.

قال مقاتل: وذلك أن حيي بن أخطب ونفرا من اليهود قَالُوا للمسلمين إنَّه لا يحل لَكُمْ جماع النّساء إِلَّا مستلقيات وإنا نجد فِي كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلّ أن جماع المرأة غير مستلقية ذنب عند الله، فقال المسلمون «لرسول الله» إنا كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي الْإِسْلام نأتي النّساء عَلَى كُلّ حال فزعمت اليهود أَنَّهُ ذنب عِنْد اللَّه عَزَّ وَجَلّ إِلَّا مستلقيات. فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلّ (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) يعني مزرعة للولد (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) فى الفروج.

وما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال: أنزلت «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ» فى إتيان النساء فى أدبارهن يقصد انها رخصة فى إتيان الدبر، فالمعول عليه ما أورده مقاتل وهو الموافق لما أخرجه مسلم عن جابر «لأنه صريح فى الدلالة على السبب، وقول ابن عمر استنباط منه وقد وهمه فيه ابن عباس وذكر مثل حديث جابر كما أخرجه ابو داود والحاكم» (?) .

نحن اذن امام روايتين فى اسباب نزول آية نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، الرواية الاولى تذكر ان سبب نزولها ان العرب كانوا يجامعون المراة مقبلة ومدبرة وعلى جنبها وعلى قفاها. فلما هاجروا الى المدينة وجدوا ان اليهود يحرمون إتيان المراة غير مستلقية وان الأنصار تقتدى بهم فى ذلك. فتزوج رجل من قريش امراة من الأنصار فذهب يصنع بها ما يشاء فأنكرته وقالت انما كنا نؤتى على حرف فسرى أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ اى مقبلات ومدبرات ومستلقيات ما دام فى صمام واحد.

وهذه الرواية هي التي ذكر مضمونها مقاتل فى تفسيره.

وقد رواها الشيخان وابو داود والترمذي واحمد والحاكم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015