قال مقاتل فى تفسير الكرسي: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كلها كل قائمة للكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع وما بينهما، والسموات السبع والأرضون السبع تحت الكرسي فى الصغر كحلقة بأرض فلاة.
قال مقاتل: يحمل الكرسي أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه، اقدامهم تحت الصخر التي تحت الأرض السفلى مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل ارض مسيرة خمسمائة عام.
ملك وجهه عَلَى صورة الإِنْسَان وَهُوَ سيد الصور، وهو يسال «الله» الرزق للآدميين. وملك وجهه عَلَى صورة سيد الانعام- وهو الثور- يسال الرزق للبهائم، ولم يزل الملك الَّذِي عَلَى صورة الثور على وجهه كالغضاضة منذ عُبِدَ العجل من دون الرَّحْمَن عَزَّ وَجَلّ، وملك وجهه عَلَى صورة سيد الطير وَهُوَ يسأل اللَّه عَزَّ وَجَلّ الرزق للطير- وَهُوَ النسر- وملك عَلَى صورة سيد السباع- وهو الأسد- وهو يسال الرزق للسباع (?) .
نرى مما سبق ان مقاتلا يفسر الكرسي تفسيرا ماديا، ويذهب الى ان الكرسي يحمله اربعة أملاك.
ولم يذكر مقاتل الاسناد الذي اعتمد عليه، بل أورد الأثر محذوف الاسناد، مع انه من السمعيات التي لا تقبل الا إذا وردت فى القرآن، او رويت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وقد أورد الملطي فى كتابه التنبيه والرد الأثر الذي ذكره مقاتل واستنده الى وهب بن منبه (?) .
وذلك يجعلنا نعتقد انه من الاسرائيليات المرفوضة.
ثم ان القرآن الكريم قد اثبت العرض والاستواء فى آيات كثيرة (?) ، وليس فى تلك الآيات شيء يدل على الاستقرار الحسى على العرش. او على التمكن بمكان.
(ب) لقد ذكر الملطي حديث الأوعال للرد على جهم بن صفوان الذي أنكر ان يكون الله على العرش، وحديث الأوعال فيه علل قادحة (?) وإليك نصه: