وقد كان تفسير مقاتل لليد قريبا من راى الخلف، فقد أول اليد بمعنى القدرة والقوة فى آية الفتح/ 9، وآية آل عمران/ 73، وآية ص/ 75، وأولها بمعنى النعمة فى آية المائدة/ 64.
غير ان مقاتلا لم يصرح بهذا التأويل هنا كما صرح به فى الوجه والعين، فصار تفسيره لليد موافقا لراى السلف. ويمكن ان نستنتج منه موافقته لراى الخلف، وبخاصة ان الفرق بين الاثنين ليس شاسعا كما ذكره الامام النووي رضى الله عنه (?) .
(ا) قال تعالى فى سورة (هود/ 37) : «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا» .
قال مقاتل: (بِأَعْيُنِنَا) يعني بعلمنا (وَوَحْيِنَا) كما نأمرك، فعملها نوح فى اربعمائة سنة، وكانت السفينة من ساج (?) .
(ب) وقال تعالى فى سورة (القمر/ 13- 14) : وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ، تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ.
قال مقاتل: تجري السفينة في الماء بعين الله تعالى (?) .
(ج) وقال تعالى خطابا لموسى عليه السلام فى سورة (طه/ 39) : «وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي» .
قال مقاتل (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) حين قذف فى التابوت في البحر، وحين التقط، وحين غذي، فكل ذلك بعين الله (?) .
(د) وقال تعالى خطابا لمحمد عليه الصلاة والسلام فى سورة (الطور/ 48) :
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا.
قال مقاتل: يقول انك بعين الله تعالى (?) .
ونرى ان مقاتلا فسر العين فى سورة هود/ 37، بالعلم حيث قال (بأعيننا) :
بعلمنا.
وفسر العين فى الآيات الثلاثة (القمر/ 14، وطه/ 39، والطور/ 48) بأنها عين الله تعالى.