ورد فى القرآن الكريم آيات تضيف لله تعالى وجها ويدا وجهة ومكانا، وقد آمن الصحابة بهذه الآيات كما وردت واثبتوا لله تعالى ما أطلقه على نفسه الكريمة من الوجه واليد ونحو ذلك مع نفى مماثلة المخلوقين.
(فاثبتوا- رضى الله عنهم- بلا تشبيه، ونزهوا من غير تعطيل، ولم يتعرض مع ذلك احد منهم الى تاويل شيء من هذا، ورأوا بأجمعهم اجراء الصفات كما وردت) (?) .
كان الجعد بن درهم أول من قال بنفي الصفات عن الله (?) .
ثم أخذ عنه الجهم بن صفوان (?) هذا القول، فنفى عن الله تعالى العين، والوجه، واليد، والاستواء والتكلم (?) .
كان مقاتل معاصرا لجهم بن صفوان، وكان كلاهما من بلخ، وكلاهما كان مقررا لمذهب معين: جهم ينفى الصفات عن الله، ومقاتل يثبتها. وقد التقى جهم بمقاتل ابن سليمان فى مسجد مقاتل ببلخ (?) ، وتناظرا فبالغ جهم فى نفى الصفات والتعطيل، وأسرف مقاتل فى الإثبات والتجسيم. ويبدو ان الغلبة كانت لمقاتل