اما قول البخاري عن مقاتل «منكر الحديث سكتوا عنه» فان مدلولها- اتهام مقاتل بالكذب وانه لا تخل الرواية عنه.
«فان البخاري إذا قال فى الرجل سكتوا عنه او فيه نظر فانه يكون فى ادنى المنازل واردئها عنده، ولكنه لطيف العبارة فى التجريح» (?) .
وكذلك قوله منكر الحديث، فانه يريد به الكذابين، ففي الميزان للذهبى «نقل ابن اليقظان ان البخاري قال: كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه» (?) .
ان تاريخ مقاتل حافل بادلة هذا الاتهام.
فقد مر علينا انه حاول ان يتقرب الى الخلفاء العباسيين بوضع الأحاديث.
حكى ابو عبيد الله وزير المهدى قال: «قال لي المهدى: الا ترى الام يقول لي هذا- يعنى مقاتلا-؟ قال: إذا شئت وضعت لك أحاديث فى العباس قلت لا حاجة لي فيها» (?) .
وقال البخاري قال ابن عيينة سمعت مقاتلا يقول ان لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا انى كذاب (?) .
ولما لم يخرج الدجال تحقق الجواب وهو كذب مقاتل.
وحكى ابو عبيد وزير المهدى قال: قال لي امير المؤمنين المهدى لما أتانا نعى مقاتل اشتد ذلك على فذكرته لأمير المؤمنين ابى جعفر فقال: لا يكبر عليك فانه كان يقول انظر ما تحب ان أحدثه فيك حتى أحدثه (?) .
وقال العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه: سالت مقاتل بن سليمان عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر فقلت بأيها آخذ؟ قال: بأيها شئت (?) .