كان من أعلام القراء ومن كتاب الوحى ومن أعلم الصحابة بكتاب الله، وكان أبى حبرا من أحبار اليهود قبل إسلامه، وكان من المكثرين فى التفسير، ولم يسلم كغيره من الوضع عليه (?) .
لم يدون التفسير فى عهد الصحابة، لقرب العهد برسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولقلة الاختلاف والتمكن من الرجوع إلى الثقات.
فلما انقضى عصر الصحابة أو كاد، وصار الأمر إلى تابعيهم، «انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرقت الصحابة فى الأقطار، وحدثت الفتن واختلفت الآراء وكثرت الفتاوى والرجوع إلى الكبراء فأخذوا فى تدوين الحديث والفقه وعلوم القرآن (?) » .
فأول ما دونوه من العلوم التفسير، ومن أقدم التفاسير تفسير أبى العالية رفيع ابن مهران الرياحي (ت 90 هـ) ، ومجاهد بن جبر (101 هـ) ثم تفسير عطاء بن أبى رباح (ت 114 هـ) ، ثم تفسير محمد بن كعب القرظي (ت 117 هـ) (?) .
وقد انقسمت جماعة المفسرين إلى ثلاث مدارس:
أولاها: مفسرو مكة المكرمة وهم تلاميذ عبد الله بن عباس (?) .
والثانية: مفسرو الكوفة وهم تلاميذ عبد الله بن مسعود (?) .
والثالثة: مفسرو المدينة. وهي أصحاب زيد بن أسلم العدوى (?) .
وإذا قارنا بين التفسير فى عهد الصحابة والتفسير فى عهد التابعين خرجنا بالنتائج الآتية: