وحسبنا فى التعقيب على هذا ما روى منسوبا إلى الامام الشافعي- رضى الله عنه- من قوله: (لم يثبت عن ابن عباس فى التفسير الا شبيه بمائة حديث) (?) .
مع أن هذا التنوير المنسوب اليه مطبوع فى نحو أربعمائة صفحة من القطع العادي.
وقد ساعد ابن عباس على تضلعه فى التفسير وقوته فيه، نشأته فى بيت النبوة، وملازمته لرسول الله صلّى الله عليه وسلم ثم لأكابر الصحابة بعد وفاة الرسول.
ثم حفظه للعربية، ومعرفته لغريبها وآدابها وخصائصها وأساليبها، شعرا ونثرا، وبلوغه مرتبة الاجتهاد، وعدم تحرجه من التفسير، وقد وهبه الله عقلا راجحا، ورأيا صائبا، وقريحة وقادة، ويقينا وايمانا. حتى قال مجاهد: انه إذا فسر الشيء رأيت عليه النور، وكان ابن عباس شيخ المفسرين بمكة، وصاحب مدرسة التفسير بها.
قال ابن تيمية: (وأعلم الناس بالتفسير أهل مكة، لأنهم أصحاب ابن عباس، كمجاهد وعطاء بن أبى رباح وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم من أصحاب ابن عباس كطاووس (?) ، وأبى الشعناء، وسعيد بن جبير، وأمثالهم، وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود.
ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم، وعلماء أهل المدينة فى التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير، وأخذ عنه أيضا ابنه عبد الرحمن، وعبد الله بن وهب (?) .
1- طريق معاوية بن صالح عن على بن أبى طلحة (ت 143) عن ابن عباس.
وهذه أجود الطرق عنه.
قال الامام أحمد: «ان بمصر صحيفة فى التفسير رواها على بن أبى طلحة،