فقالوا: من أنتما؟ قالا: من بني عامر. لأنهم كانوا «قريبا» (?) من بني عامر بالمدينة ولا يشعران بصنيع بنى عامر. فقالوا: «هذان» (?) من الذين قاتلوا إخواننا، فقتلوهما وسلبوهما، ثم دخلوا عَلَى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليخبروه فوجدوا الخبر قد سبق إليه، ثم قالوا: يا نبي الله، غشينا المدينة عند المساء فلقينا رجلين من بني عامر فقتلناهما، وهذا سلبهما. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: بل هما من بني سليم من حلفائي بئسما صنعتما، هذان رجلان من بني سليم كانا جاءا في أمر الموادعة. فنزلت فيهم «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» يقول لا تعجلوا بقتل أحد، ولا بأمر حتى تستأمروا النبي- صلى الله عليه وسلم- فوعظهم في ذلك، وأقبل قوم السلميين، فقالوا للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
إن صاحبينا قتلا عندك. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: إن صاحبيكم اعتزيا إلى عدونا فقتلا جميعا، وأخبرهم الخبر ولكنا سنعقل عن صاحبيكم لكل واحد منهما مائة [164 ب] من الإبل فجعل دية المشرك المعاهد كدية الحر المسلم،
قال:
وَاتَّقُوا اللَّهَ في المعاصي إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لمقالتكم عَلِيمٌ- 1- بخلقه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ يعنى كلامكم فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ يعني فوق كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: احفظوا الكلام عنده، نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس، وشماس الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج وكان في أذنيه وقر، وكان إذا تكلم عند النبي- صلى الله عليه وسلم- رفع صوته، ثم قال: وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ وفيه نزلت هذه الآية