لِيَغْفِرَ يعنى لكي يغفر لَكَ اللَّهُ بالإسلام ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ يعني ما كان في الجاهلية وَما تَأَخَّرَ يعني وبعد النبوة وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ (?) وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً- 2- يعنى دينا مستقيما وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ يقول ولكي ينصرك الله بالإسلام [160 ا] على عدوك نَصْراً عَزِيزاً- 3- يعني منيعا فلا تذل فهذا الذي قضى الله له: المغفرة والغنيمة والإسلام والنصر فنسخت هذه الآية قوله: ... وَما «أَدْرِي» (?) ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ... (?) فأخبر الله- تعالى- نبيه- صلى الله عليه وسلم- بما يفعل به، فنزلت هذه الآية على النبي- صلى الله عليه وسلم- فلما سمع عبد الله بن أبي رأس المنافقين بنزول هذه الآية على النبي- صلى الله عليه وسلم-، وَأَنَّ اللَّهَ قد غفر له ذنبه، وأنه يفتح له على عدوه، ويهديه صراطا مستقيما، وينصره نصرا عزيزا، قال لأصحابه: يزعم محمد أن الله غفر له ذنبه، وينصره على عدوه، هيهات هيهات لقد بقى له من العدو أكثر وأكثر فأين فارس والروم وهم أكثر عدوا وأشد بأسا وأعز عزيزا؟ ولن يظهر عليهم محمد، أيظن محمد أنهم مثل هذه العصابة التي قد نزل بين أظهرهم وقد غلبهم بكذبه وأباطيله، وقد جعل لنفسه مخرجا، ولا علم له بما يفعل به ولا بمن اتبعه، إن هذا لهو الخلاف «المبين» (?) .
فخرج النبي- صلى الله عليه وسلم- على أصحابه فقال: لقد نزلت على آية لهي أحب إلي مما بين السماء والأرض فقرأ عليهم إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ... إلى آخر الآية،
فقال أصحابه: