واحد لا شريك له، وأنتم مقرون أن الله خالق الأشياء وخلقكم، ولم يشاركه أحد في ملكه فيما خلق؟ فكيف تعبدون غيره؟ فلما قال النبي- صلى الله عليه وسلم- يا رب [146 ب] وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ يعنى كفار مكة قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ- 88- يعني لا يصدقون، وذلك أنه لما قال أيضا في الفرقان: « ... إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً» (?) قال الله- تعالى- يسمع قوله (?) ، فيها تقديم «يا رب إن هؤلاء» يعنى كفار مكة «قوم لا يؤمنون» يعني لا يصدقون بالقرآن أَنَّهُ من اللَّه- عز وجل- يقول الله- تعالى- لنهيه- صلى الله عليه وسلم-: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ يعني فأعرض عنهم فيها تقديم وَقُلْ سَلامٌ أردد عليهم معروفا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ- 89- هذا وعيد حين ينزل بهم العذاب فنسخ آية السيف الإعراض والسلام، وذكر وعيدهم وفي «حم» المؤمن فقال: «إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ، فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ» (?) .