وَجل وَأما من قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَلم يرد هَذَا الْمَعْنى وَإِنَّمَا أَرَادَ مُطِرْنَا فِي هَذَا الْوَقْت بِفضل الله وَرَحْمَة الله فَلَيْسَ بمذموم وَقد جَاءَ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه استسقى بِالنَّاسِ ثمَّ قَالَ للْعَبَّاس

كم بَقِي من نوء الثريا

فَقَالَ إِن الْعلمَاء بهَا يَزْعمُونَ أَنَّهَا تعترض فِي الْأُفق سبعا بعد وُقُوعهَا قَالَ الرَّاوِي فوَاللَّه مَا مَضَت تِلْكَ السَّبع حَتَّى غيث النَّاس فَأَرَادَ عمر كم بَقِي من الْوَقْت الَّذِي جرت الْعَادة أَنه إِذا تمّ أَتَى الله بالمطر فِي الْأَغْلَب حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ

الطَّيرَة

التطير من الشَّيْء والتشاؤم بِهِ والكراهية لَهُ واشتقاقه من الطير كالغراب وَمَا أشبهه مِمَّا كَانَت الْعَرَب تتشاءم بِهِ وَترى أَن ذَلِك مَانع من الْخَيْر فنفى الْإِسْلَام ذَلِك فَقَالَ

وَلَا طيرة

فِي جملَة مَا نفى وَفِي الْخَبَر

وَخَيرهَا الفأل

وَأَصله الْهَمْز ويخفف وَكَانَ الْأَزْهَرِي يَقُول الفأل فِيمَا يحسن ظَاهره ويرجى وُقُوعه بِالْخَيرِ وَيسر والطيرة لَا تكون إِلَّا فِيمَا يسوء ويسيء الظَّن وَإِنَّمَا أحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الفأل لِأَن النَّاس إِذا أملوا فَائِدَة من الله ورجوا عائدته عِنْد كل سَبَب ضَعِيف أَو قوي فَهُوَ على خير وَإِن لم يدركوا مَا أملوا فقد أَصَابُوا فِي الرَّجَاء لله وَطلب مَا عِنْده فَفِي الرَّجَاء لَهُم خير مستعجل أَلا ترى أَنهم إِذا قطعُوا أملهم وَرَجَاءَهُمْ من الله عز وَجل كَانَ ذَلِك من الشَّرّ فَأَما الطَّيرَة فَإِن فِيهَا سوء الظَّن وَقطع الرَّجَاء وتوقع الْبلَاء وَقيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015