هَذِه الثَّمَانِية وَالْعِشْرين مَعَ انْقِضَاء السّنة فَكَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا سقط مِنْهَا نجم وطلع اخر قَالُوا لَا بُد من أَن يكون عِنْد ذَلِك مطر فينسبون كل غيث يكون عِنْد ذَلِك إِلَى النَّجْم فَيَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا قَالَ وَإِنَّمَا سمي نوءا لِأَنَّهُ إِذا سقط السَّاقِط مِنْهَا بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءا وَذَلِكَ النهوض هُوَ النوء فَسُمي النَّجْم بِهِ قَالَ وَقد يكون النوء السُّقُوط قَالَ شمر وَلَا تستنيء الْعَرَب بهَا كلهَا وَإِنَّمَا تذكر بالأنواء بَعْضهَا قَالَ وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول لَا يكون نوء حَتَّى يكون مَعَه مطر وَإِلَّا فَلَا نوء ويثنى وَيجمع فَيُقَال نوان وأنواء قَالَ والساقطة فِي الْمغرب هِيَ الأنواء والطالعة فِي الْمشرق هِيَ البوارح قَالَ وَإِنَّمَا غلظ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم القَوْل مِمَّن يَقُول مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا لِأَن الْعَرَب كَانَت تَقول إِنَّمَا هُوَ فعل النَّجْم وَلَا يجعلونه سقيا من الله عز وَجل وَأما من قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَلم يرد هَذَا الْمَعْنى وَإِنَّمَا أَرَادَ مُطِرْنَا فِي هَذَا الْوَقْت فَذَلِك جَائِز كَمَا جَاءَ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه استسقى بالمصلى ثمَّ قَالَ للْعَبَّاس كم بَقِي من نوء الثريا فَقَالَ إِن الْعلمَاء بهَا يَزْعمُونَ أَنَّهَا تعترض فِي الْأُفق سبعا بعد وُقُوعهَا فوَاللَّه مَا مَضَت تِلْكَ السَّبع حَتَّى غيث النَّاس وَأَرَادَ كم بَقِي من الْوَقْت الَّذِي قد جرت الْعَادة أَنه إِذا تمّ أَتَى الله بالمطر
جهزت فلَانا
لسفر أَو لغزو إِذا هيأت جهاز قَصده وَمَا يصلح لَهُ فِيهِ