قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور:11] .
قوله: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) كِبَر الشيء، أي عِظَمُه، ذلك أن هذه المقالة -وهي مقالة الإفك في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- وأرضاها نشأت مِن عبد الله بن أبي بن سلول، ولولا هذا الخبيث المنافق عليه لعنة الله لَمَا تحدث الناس فيها رضي الله عنها وأرضاها، فهو المتحمل لكبر هذا الإثم والعياذ بالله، ومن هنا أخذ بعض العلماء دليلاً على أن الإنسان إذا نشأت منه المقالة فطارت في الآفاق وكانت مشتملة على البهتان والإثم، فإنه يُسأل بين يدي الله عن كل لسان لاك تلك المقالة، ويتحمل آثام الناس والعياذ بالله.
ولذلك ورد في الحديث الصحيح في صحيح البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر على رجل يعذب، فسأل عن ذلك، فأُخبر أنه الرجل الذي يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق) -والعياذ بالله- بأن يقول خبراً غير صحيح، فيتناقله الناس، فلذلك يعظم إثمه على حسب كثرة الذين يتكلمون بذلك الكلام المكذوب.
ومن هنا يتبين أنه ينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه عن أن يقول شيئاً لا علم له به، وأن يكون على حيطة من أن يصيب شيئاً يكون عليه كِبَره ويكون عليه إثمه والعياذ بالله.