والزنا هو إتيان لحد من حدود الله، وجريمة من الجرائم التي لا يحبها الله، وهي كبيرة من كبائر الذنوب؛ ولكن الزنا على مراتب، فبعضه أشد جريمة من بعض، وأعظم عند الله عز وجل أثراً: - فالزنا بامرأة المجاهِد في سبيل الله عز وجل من أعظم الزنا، وأشده إثماً وجرماً -والعياذ بالله-: ولذلك ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن مَن زنا بامرأة المجاهد في سبيل الله أنه يُقام له يوم القيامة على رءوس الخلائق يُخَيَّر في حسناته، يقول صلى الله عليه وسلم: فما ظنكم؟!) أي هل يُبقي شيئاً من حسناته؟! نسأل الله السلامة والعافية من ذلك.
- وبعده الزنا في القريبة: فالزنا بالقريبة ليس كالزنا بالغريبة البعيدة، فالزنا بذات القرابة كابنة العم ونحوها أعظم جريمة من الزنا بغيرها، وكلما كانت ألصق بالقرابة كذي المحرم -والعياذ بالله- فهو أشد جريمة، وأعظم انتهاكاً لحد الله.
- ومن الزنا المعظم عند الله: الزنا بحليلة الجار: أن يزني الرجل بزوجة جاره أو أخته أو ابنته والعياذ بالله، فهذا من أكبر الكبائر وأشد الجرائم، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما سأله أحد صحابته: (أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خَلَقَك، قال: قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك) ، فهذا يدل -والعياذ بالله- على عظيم الذنب فيما إذا زنى الإنسان بحليلة الجار، ويشمل ذلك زوجته، وابنته، وأخته، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والله! لا يؤمن، والله! لا يؤمن، والله! لا يؤمن، قالوا: مَن يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جارُه بوائقه) فهذا يدل على عظيم الإساءة إلى الجار.
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيرنا وإياكم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.