أداء الفرائض، وقيل: هي الإخلا ص في العبادة، والتعميم أولى (?)، ولا وجه للتخصيص، وإن قال به بعض السلف.
قيل: وهذه الجملة بيان لقوله: {إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}، وقيل: بيان لقوله: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}.
{وَهُمْ}؛ أي: الذين جاؤوا بالحسنات {مِنْ فَزَعٍ}؛ أي: عظيم هائل لا يقادر قدره، وهو الفزع الحاصل من مشاهدة العذاب بعد تمام المحاسبة، وظهور الحسنات والسيئات، وهو الذي في قوله تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}، وعن الحسن: هو الفزع حين يؤمر بالعبد إلى النار، وقال ابن جريح: الفزع حين يذبح الموت، وينادى يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت. وقرأ عاصم والكسائي وحمزة (?): {من فزعٍ} بالتنوين.
و {يَوْمَئِذٍ}؛ أي: يوم إذ ينفخ في الصور، منصوب على الظرفية، معمول لقوله: {آمِنُونَ} أو لـ {فَزَعٍ}، ويدل على أنه معمول له قراءة من أضافه إليه، أو في موضع الصفة لـ {فَزَعٍ}؛ أي: كائنٍ في ذلك الوقت، والمعنى عليه؛ أي: والذين جاؤوا بالحسنات آمنون من فزع كائن يوم إذ وقعت هذه الأهوال العظيمة اهـ "مراح".
وقرأ باقي السبعة بإضافة {فَزَعٍ} إلى {يَوْمَئِذٍ} فكسرَ الميمَ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وإسماعيل بن جعفر عن نافع، وفتحها بناء لإضافته إلى غير متمكن نافع في غير رواية إسماعيل، والتنوين في {يَوْمَئِذٍ} تنوين عوض عن الجملة المحذوفة، ويكون التقدير يوم إذ جاء بالحسنة، أو يوم إذ ترى الجبال، أو يوم إذ يُنفخ في الصور.
{آمِنُونَ} لا يعتريهم ذلك الفزع الهائل، ولا يلحقهم ضرره أصلًا، وأما الفزع الذي يعتري كل من في السموات ومن في الأرض غير من استثناه الله تعالى فانما هو التهيُّبُ والرعبُ الحاصل في ابتداء النفخة، منن معاينة فنون الدواهي