بذلك اعتبارًا بكونه صرحًا من الثوب؛ أي: خالصًا. فإن الصرح بالتحريك الخالص من كل شيء، وقيل: صحن الدار، وأصله من التصريح، وهو الكشف، وكذب صُراح؛ أي: ظاهر مكشوف، ولؤم صُراح، ولبن صُريح؛ أي: ذهبت رغوته وخلص، وكأس صراح لم تمزج، وصرحت الخمرة: ذهب عنها الزبد، ولقيته مصارحة؛ أي: مجاهرة، وصَرَح النهار ذهب سحابه وأضاءت شمسه.

{لُجَّةً} واللجة: الماء الكثير. وفي "المفردات": لجة: البحر تردد أمواجه. وفي "كشف الأسرار": اللجة: الضحضاح من الماء، وهو الماء اليسير، أو إلى الكعبين وأنصاف السوق، أو ما لا غرق فيه، كما في "القاموس". والمعنى: ظننت أنه ماء كثير بين يدي سرير سليمان.

{عَنْ سَاقَيْهَا} تثنية ساق؛ وهي ما بين الكعبين، كعب الركبة وكعب القدم؛ أي: تشمرت لئلا تبتل أذيالها.

{صَرْحٌ مُمَرَّدٌ}؛ أي: ذو سطح أملس، ومنه الأمرد؛ لملاسة وجه؛ أي: نعومته لعدم وجود الشعر به. وفي "القاموس": التمريد في البناء التمليس والتسوية، وبناء ممرد مطول، والمارد: المرتفع العالي، وشجرة مرداء إذا لم يكن عليها ورق.

{مِنْ قَوَارِيرَ}؛ أي: مصنوع من الزجاج الصافي، وليس بماء. جمع قارورة، وفي "المصباح": القارورة: إناء من زجاج، والجمع القوارير، والقارورة أيضًا وعاء الرطب والتمر؛ وهي القوصرة. وتطلق القارورة على المرأة؛ لأن الولد أو المني يقر في رحمها، كما يقر الشيء من الإناء، أو تشبيهًا بآنية الزجاج لضعفها. قال الأزهري: والعرب تكني عن المرآة بالقارورة والقوسرة. وفي "القاموس": والقارورة: حدقة العين، وما قر فيه الشراب، أو نحوه، أو يخص بالزجاج. و {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}؛ أي: من زجاج في بياض الفضة وصفاء الزجاج.

{فَرِيقَانِ} أي: طائفتان؛ طائفة مؤمنة، وأخرى كافرة. {يَخْتَصِمُونَ}؛ أي: يجادل بعضهم بعضًا ويحاجه، من الاختصام، وأصله: أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر بالضم؛ أي: بجانبه. {بِالسَّيِّئَةِ} العقوبة التي تسوء صاحبها. {قَبْلَ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015