[22]

22 - {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ}.

وفي "الأسئلة المقحمة" (?): فإذا كان رؤية الله جائزة، فكيف وبخهم على سؤالهم لها؟ قلنا: التوبيخ بسبب أنهم طلبوا ما لم يكن لهم طلبه؛ لأنهم بعد أن عاينوا الدليل قد طلبوا دليلًا آخر، ومن طلب الدليل بعد الدليل .. فقد عتا عتوًا ظاهرًا، ولأنهم كلفوا الإيمان بالغيب فطلبوا رؤية الله، وذلك خروج عن موجب الأمر وعن مقتضاه، فإن الايمان عند المعاينة لا يكون إيمانًا بالغيب، فلهذا وصفهم بالعتو.

وانتصاب {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ} بفعل محذوف؛ أي: واذكر لهم يا محمد أهوال يوم يرى الكفار الملائكة رؤية ليست على الوجه الذي طلبوه، والصورة التي اقترحوها، بل على وجه آخر، وهو يوم ظهورهم لهم عند الموت، أو يوم القيامة.

ثم أخبر، فقال: {لَا بُشْرَى}؛ أي: لا بشارة بالمغفرة ودخول الجنة {يَوْمَئِذٍ}؛ أي: يوم يرى الكفار الملائكة {لِلْمُجْرِمِينَ}؛ أي: للكافرين، وهذا إظهار في مقام الإضمار، أي: لا بشرى لهم.

ويجوز (?) أن يكون انتصاب هذا الظرف بما يدل عليه قوله: {لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ} والمعنى: لا يبشر المجرمون يوم يرون الملائكة. و {يَوْمَئِذٍ} مؤكد لـ {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ} والمعنى: أنهم يمنعون البشرى في ذلك اليوم، أو لا توجد لهم البشرى فيه، فأعلم سبحانه بأن الوقت الذي يرون فيه الملائكة وهو وقت الموت، أو يوم القيامة قد حرمهم الله البشرى. والمراد بالملائكة: ملائكة العذاب. قال الزجاج: المجرمون في هذا الموضع هم الذين اجترموا الكفر بالله واقترفوه أيًا كانوا، لا خصوص القائلين الذين سبق ذكرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015