إليهم، فناسبت الإضافة إليهم.
{فَبُعْدًا}؛ أي: ألزمنا بعدًا من الرحمة {لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} بالله تعالى، ولا يصدقون رسوله، وبما جاء به أيًّا كانوا. فإن قلت: لم نكر (?) القوم هنا حيث قال: {لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} وعرفه فيما تقدم. حيث قال: {لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}؟
قلت: نكره هنا؛ لأن القرون المذكورة هنا منكرة غير معينة، بخلاف ما تقدم، فإنه في حق قوم معين كما سبق، وفي الآية (?) دلالة على أن عدم الإيمان سبب للهلاك والعذاب في النيران، كما أن التصديق مدار للنجاة والتنعم في الجنان.
قصة موسى وهارون عليهما السلام
45 - {ثُمَّ} بعد هؤلاء الرسل الذين تقدم ذكرهم {أَرْسَلْنَا مُوسَى} بن عمران {وَأَخَاهُ هَارُونَ} بن عمران، وكان أكبر من موسى بسنتين، حالة كونهما مؤيدين {بِآيَاتِنَا} التسع من اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص الثمرات والطاعون، ولا مساغ لعد فلق البحر منها. إذ المراد الآيات التي كذبوها {و} مؤيدين بـ {سُلْطَانٍ مُبِينٍ}؛ أي: بحجة واضحة ملزمة للخصم في الاستدلال على وجود الصانع وإثبات النبوة، وهي العصا، وخصصها بذكرها ثانيًا؛ لفضلها على سائر الآيات، باشتمالها على معجزات كثيرة، كانقلابها حية، وتلقفها ما أفكته السحرة، وانقلاب البحر، وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها إلى غير ذلك، ولأنها أول المعجزات وأمها اهـ. "بيضاوي". أو المراد بالسلطان نفس الآيات المذكورة، عبر عنها بسلطان على طريق العطف، تنبيهًا على جمعها لعنوانين جليلين، وتنزيلًا لتغايرها في التعبير والاسم منزلة التغاير الذاتي.
46 - {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ}؛ أي: أشراف قومه من القبط، وخصوا بالذكر؛ لأن