الأولى: قصة نوح، وهذا أولها.

الثانية: قصة هود، أولها قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31)}.

والثالثة: قصة القرون الآخرين، أولها قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42)}.

والرابعة: قصة موسى وهارون، المذكورة بقوله: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا} .. إلخ.

والخامسة: قصة عيسى وأمه المذكورة، بقوله: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ} إلى قوله: {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}.

ونوح لقبه، واسمه قيل: عبد الغفار، وقيل: عبد الله على ما قاله السيوطي، وقيل: يشكر على ما قاله الرازي، وعاش نوح من العمر ألف سنة وخمسين عامًا، وأرسل على رأس الأربعين، ومكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان ستين سنةً، وجاء في قصيدة جمال الدين (?):

مِنْ كَثِيْرِ الذَّنْبِ نُوْحُوْا ... نَوْحَ نُوْحٍ فِيْ الرُّسُلْ

إِنَّهُ عُمْرًا طَوِيْـ ... ـلًا مِنْ قَلِيْلِ النُّطْقِ نَاحْ

وهو أنه عليه السلام مر على كلب به جرب، فقال: بئس الكلب هذا، ثم ندم، فناح من أول عمره إلى آخره، وقدمت قصته، لتتصل بقصة آدم المذكورة، بقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12)} .. إلخ للمناسبة بين نوح وآدم، من حيث إنه؛ أي: نوحًا آدم الثاني؛ لانحصار النوع الإنساني بعده في نسله {فَقَالَ} نوح داعيًا لهم إلى التوحيد {يَا قَوْمِ}؛ أي: يا قومي {اعْبُدُوا اللَّهَ}؛ أي: أعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئًا، وجملة قوله: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} واقعة موقع التعليل لما قبلها؛ أي: ما لكم في الوجود، أو في العالم إله غير الله، فـ {غيرُ} بالرفع صفة لـ {إله} باعتبار محله، الذي هو الرفع، على أنه مبتدأ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015