[31]

نوع النطفة التي تختص بذلك النوع من الدواب. وفرَّق بعضهم بين الحيّ والحيوان بأن كل حيوان حيٌّ، وليس كل حي حيوانًا، كالملك، فالظاهر ما جاء في بعض الروايات من أن الله تعالى خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء، وآدم من تراب خلقه منه، والجن من نار خلقها منه.

وقرأ الجمهور (?): {حَيٍّ} بالخفض، صفة لشيء. وقرأ حميد {حَيًّا} بالنصب، مفعولًا ثانيًا لـ {جعلنا}، والجار والمجرور لغو؛ أي: ليس مفعولًا ثانيًا لـ {جعلنا}. والهمزة في قوله: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} للاستفهام الإنكاري التعجبي للإنكار عليهم حيث لم يؤمنوا مع وجود ما يقتضيه من الآيات الربانية، داخلةٌ على محذوف و {الفاء} عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: ألا يتدبرون هذه الأدلة فلا يؤمنون بتوحيدي.

31 - والثالث: ما ذكره بقوله: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ}؛ أي: جبالاً ثوابت. جمع راسية من رسا إذا ثبت ورسخ، كراهة {أَنْ تَمِيدَ} الأرض، وتميل، وتتحرك، وتضطرب، وتدور {بِهِمْ}؛ أي بما عليها من المخلوقات. والأرض (?) جسم غليظ، أغلظ ما يكون من الأجسام، واقف على مركز العالم، مبين لكيفية الجهات الست، فالشرق حيث تطلع الشمس والقمر، والغرب حيث تغيب، والشمال حيث مدار الجدي، والجنوب حيث مدار سهيل، والفوق ما يلي المحيط، والأسفل ما يلي مركز الأرض. والميد اضطراب الشيء العظيم ودورانه كاضطراب الأرض، يقال: ماد يميد ميدًا إذا تحرك، ومنه سميت المائدة، وهي الطبق الذي عليه الطعام. قال ابن عباس (?) - رضي الله تعالى عنهما -: إنّ الأرض بسطت على وجه الماء، فكانت تميد بأهلها، كما تميد السفينة على الماء، فأرساها الله بالجبال الثوابت، كما ترسى السفينة بالمرساة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015