كسرةً، فصار: الأيدي {ثُمَّ يَقُولُونَ} أصله: يقْوُلون بوزن يفعُلون، نقلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت إثر ضمّة، فصارت حرف مدّ {لِيَشْتَرُوا} أصله: يشتريون بوزن يفتعلون، حذفت منه نون الرفع لمَّا نصب الفعل بأن المضمرة بعد لام التعليل، ثُمّ استثقلت الضمة على الياء، فحذفت، فسكِّنت، فالتقى ساكنان، فحذفت الياء، وضُمَّت الراء؛ لمناسبة واو الجماعة. {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} والكسب أصله: اجتلاب النفع، وقد جاء في اجتلاب الضرِّ، ومنه: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً} والفعل منه يجيء متعدّيًا إلى واحد، تقول: كسبت مالًا، وإلى اثنين تقول: كسبت زيدًا مالًا، وقال ابن الأعرابي: يقال: كسب هو نفسه، وأكسب غيره. وأنشد:
فأكْسَبَني مَالًا وأكْسبته حمدًا
{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} المَسُّ: الإصابة، المسُّ: الجمع بين الشيئين على نهاية القرب، واللَّمْسُ مثله لكن مع الإحساس، وقد يجيءُ المسُّ مع الإحساس، وحقيقة المسّ واللَّمس باليد، ونقل من الإحساس إلى المعاني، مثل: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ} كـ {الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ومنه سمّي المجنون مسًّا.
وقيل: المسُّ واللَّمْسُ والجسُّ متقاربٌ، إلّا أنّ الجسَّ عامٌ في المحسوسات، والمسُّ فيما يخفى ويدقُّ، كنَبْضِ العروق، والمسُّ واللَّمْسُ بظاهر البشرة، والمَسُّ كنايةٌ عن النكاح وعن الجنُون، وقد تقدّم أنَّ {النَّارُ} ألفها منقلبةٌ عن واو؛ بدليل تصغيرها على نويرة، وأصل أيَّامٍ: أيوامٌ بوزن أفعال، اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً، وأدغمت الياء في الياء فصار أيَّامًا. المعدود: اسم مفعول من عدَّ بمعنى حَسَب، والعدد هو الحساب.
{قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ} {قُلْ} فيه إعلال بالحذف، أصله: قُوْلْ، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين {أَتَّخَذْتُمْ} حذفت منه همزة الوصل؛ للاستغناء عنها بهمزة الاستفهام؛ لأنّها إنّما جيء بها للتوصُّل إلى النُّطق بالساكن، وهمزة الاستفهام حصل بها ذلك، وتقدَّم الكلام على مادَّة الاتخاذ عند الآية: (51)، والإخلاف عدم الإيفاء بالشيء الموعود.
فائدة: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً} بلى حرف جواب، مثل: نعم، وجير، وأجل، وإي، والفرق بينها وبين بلى: أنَّ بلى جواب لنفي متقدّمٍ، أي: إبطالٍ،