وانتصاب {بَيْنَ} على المفعولية؛ لأنه مبلوغ، وهو من الظروف التي تُستعمل أسماء وظروفًا، كما ارتفع في قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} وانجرَّ في قوله: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}.
قال وهب (?): السدان جبلان مرتفعان في السماء، من ورائهما ومن أمامهما البلدان، وهما بمنقطع أرض الترك، مما يلي أرمينية وأذربيجان، وذكر الهروي: أنما جبلان من وراء بلاد الترك، وقيل: هما جبلان من جهة الشمال، ليِّنان أملسان، يزلق عليهما كل شيء، ويسمى الجبلان سدين, لأن كل واحد منهما سد فجاج الأرض، وكانت بينهما فجوة كان يدخل منها يأجوج ومأجوج.
وقرأ مجاهد (?)، وعكرمة، والنخعي، وحفص، وابن كثير، وأبو عمرو: {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بفتح السين، وقرأ باقي السبعة بضمها، قال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد، وقال الخليل وسيبويه: بالضم الاسم، وبالفتح المصدر. {وَجَدَ} ذو القرنين {مِنْ دُونِهِمَا}؛ أي: من دون السدين؛ أي: من ورائهما، مجاوزًا عنهما، وقيل: أمامهما؛ أي: من جهة الأمام، خارجة عنهما، لا داخلة بناحية يأجوج ومأجوج اهـ شيخنا. وفي "الخطيب": وجد من دونهما؛ أي: بقربهما من الجانب الذي هو أدنى منهما، إلى الجهة التي أتى منها ذو القرنين اهـ.
وخلاصة ذلك (?): أنهم أرادوا أن يجمعوا له من بينهم مالًا يعطون إياه، حتى يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حاجزًا بين الجبلين، يمنعهم من الخروج إليهم فلا يصلون إليهم.
94 - وقرأ عاصم (?)، والأعمش، ويعقوب في رواية بالهمز في {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} هنا، وكذا في الأنبياء، وهي لغة بني أسد، ذكره الفراء، قيل: ولا وجه له إلا الغريبة المحكية عن العجاج أنه كان يهمز العألم والخأتم، وقرأ باقي السبعة بألف غير مهموزة، وهي لغة كل العرب، غير بني أسد. وقرأ العجاج وابنه رؤبة: