[83]

من أحد قتلتُك، فخرج الكاتب من الحمام، فأخذه كهيئة الموت، فأتى الصحراء، فوضع فمه بالأرض، ثم نادى: ألا إن للملك قرنين، فأنبت الله من كلمته قصبتين، فمر بهما راع فقطعهما، واتخذهما مزماراً، فكان إذا زمر، خرج من القصبتين: ألا إن للملك قرنين، فانتشر ذلك في المدينة، فقال ذو القرنين: هذا أمر أراد الله تعالى أن يبديه.

وأما ذو القرنين الثاني، وهو إسكندر الرومي، الذي يؤرخ بأيامه الروم، فكان متأخرًا عن الأول بدهر طويل أكثر من ألف سنة، كان هذا قبل المسيح - عليه السلام - بنحو من ثلاث مئة سنة، وكان وزيره أرسطاطاليس الفيلسوف. وهو الذي حارب دارَا، وأذل ملوك الفرس، ووطىء أرضهم، وكان كافرًا، عاش ستًا وثلاثين سنة، فالمراد بذي القرنين في القرآن هو الأول دون الثاني، وقد غلط كثير من العلماء في الفرق بينهما، فظنوا أن المذكور في الآية هو الرومي سامحهم الله اهـ. من "روح البيان".

التفسير وأوجه القراءة

83 - ولما أجاب سبحانه عن سؤالين من سؤالات اليهود، وانتهى الكلام حيث انتهى .. شرع سبحانه في السؤال الثالث، والجواب عنه، فالمراد بالسائلين اليهود، أو كفار قريش بتلقينهم، فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ}؛ أي: يسألك يا محمد اليهود، أو كفار قريش، بتلقين اليهود سؤال اختبار وامتحان {عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} الأكبر إسكندر بن فيلقوس اليوناني، كان عبدًا صالحًا ملَّكه الله الأرض، وأعطاه العلم والحكمة، وألبسه الهيبة، ملك الأقاليم كلها، وقهر أهلها من الملوك وغيرهم، ودانت له البلاد، وكان داعيًا إلى الله كما مر؛ أي: يسألونك عن خبره وقصته وحاله، وعبر (?) بصيغة الاستقبال، للدلالة على استمرارهم على ذلك السؤال إلى ورود الجواب.

{قُلْ} لهم يا محمد في الجواب {سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ}؛ أي: سأذكر لكم أيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015