موضع نصب خبر لكان، وأجاز أبو الفضل أن يكون مؤمنًا خبرًا لكان، على لغة بني الحرث بن كعب، فيكون منصوبًا. وفي قراءة أُبيَّ {فخاف ربك أن يرهقهما} والمعنى: فكره ربك كراهة من خاف سوء عاقبة الأمر فغيَّره، والظاهر إسناد فعل الخشية في خشينا إلى ضمير الخضر وأصحابه الصالحين، الذين أهمهم الأمر وتكلموا، وقرأ (?) نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وشيبة، وحميد، والأعمش، وابن جرير {أن يبدلهما} بالتشديد هنا، وبالتحريم والقلم، وقرأ باقي السبعة والحسن وابن محيصن {أَنْ يُبْدِلَهُمَا} بالتخفيف.
{وَأَقْرَبَ رُحْمًا}؛ أي: أوصل للرحم، وأبر للوالدين، والرحم والرحمة: العطف، مصدران كالكثر والكثرة، وقال رؤبة بن الحجاج:
يَا مُنْزِلَ الرَّحْمِ عَلَى إِدْريْسَا ... وَمُنْزِلَ اللَّعْنِ عَلَى إِبْلِيْسَا
وأفعل التفضيل هنا ليس على بابه؛ لأن ذلك الغلام لا زكاة فيه ولا رحمة، وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر في رواية، ويعقوب، وأبو حاتم {رُحُمًا} بضم الحاء، وقرأ ابن عباس {رحمًا} بفتح الراء وكسر الحاء،
82 - {وَأَمَّا الْجِدَارُ} الذي سويته وأصلحته {فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ} اسمهما (?) أصرم وصريم ابنا كاشح، وكان سياحًا تقيًا، واسم أمهما دنيا، فيما ذكره النقاش كائنين {فِي الْمَدِينَةِ} وهي القرية المذكورة سابقًا، وهي أنطاكية، وفيه (?) جواز إطلاق اسم المدينة على القرية لغة وعبر عنها بالقرية فيما تقدم تحقيراً لها, لخسة أهلها، وعبر عنها هنا بالمدينة تعظيمًا لها، من حيث اشتمالها على هذين الغلامين وعلى أبيهما اهـ شيخنا {وَكَانَ تَحْتَهُ}؛ أي: تحت ذلك الجدار {كَنْزٌ لَهُمَا}؛ أي: مال مدفون لهما، من ذهب وفضة {وَكَانَ أَبُوهُمَا} أي: أبو الغلامين {صَالِحًا} كان الناس يضعون الودائع عند ذلك الصالح، فيردها إليهم سالمة، فحفظا بصلاح أبيهما في مالهما وأنفسهما، قال جعفر بن محمد: كان بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء، فيكون الذي دفن ذلك الكنز جدهما السابع {فَأَرَادَ رَبُّكَ} يا موسى بالأمر بتسوية