سفينة مخصوصة، كما ذكره في «البحر»، وقال في «الإرشاد»: في سورة هود، معنى الركوب العلو على شيء له حركة، إما إراديةٌ كالحيوان، أو قسرية كالسفينة والعجلة، ونحوهما، فإذا استعمل في الأول، يوفر له حظ الأصل، فيقال: ركبت الفرس، وإن استعمل في الثاني، يلوح بمحلية المفعول بكلمة {فِي} فيقال: ركبت في السفينة، وفي «الجلالين»: {حَتَّى إِذا رَكِبا} البحر {فِي السَّفِينَةِ} {خَرَقَها}؛ أي: ثقبها (?) الخضر وشقها لمّا بلغوا اللج؛ أي: معظم الماء، حيث أخذ فأسًا، فقلع بغتة؛ أي: على غفلة من القوم من ألواحها لوحين مما يلي الماء، فجعل موسى يسد الخرق بثيابه، وأخذ الخضر قدحًا من زجاج، ورقع به خرق السفينة، أو سده بخرقة.

روي أنه لما خرق السّفينة لم يدخلها الماء.

وقال الإمام في «تفسيره»: والظاهر أنه خرق جدارها، لتكون ظاهرة العيب، ولا يتسارع إلى أهلها الغرق، فعند ذلك {قالَ} موسى منكرًا عليه: {أَخَرَقْتَها} يا خضر، والاستفهام فيه للإنكار المضمن للتوبيخ. {لِتُغْرِقَ أَهْلَها}؛ أي: لتهلك ركابها بالماء، فإن خرقها سبب لدخول الماء فيها، المفضي إلى غرق أهلها، وهم قد أحسنوا بنا حيث حملونا بغير أجرة، وليس هذا جزاءهم، فاللام للعاقبة، وقيل: لام العلة.

وقرأ زيد بن علي (?)، والأعمش، وطلحة، وابن أبي ليلى، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو عبيد، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهاني: {ليغرق} بفتح الياء والراء، وسكون الغين {أهلها} بالرفع، وقرأ باقي السبعة بضم تاء الخطاب، وإسكان الغين، وكسر الراء، ونصب لام أهلها، وقرأ الحسن، وأبو رجاء كذلك، إلا أنهما فتحا الغين، وشددا الراء {لَقَدْ جِئْتَ}؛ أي: والله لقد: أتيت وفعلت يا خضر {شَيْئًا إِمْرًا}؛ أي: شيئًا عجيبًا عظيمًا شديدًا على القوم، قال في «القاموس»: أمرٌ إمرٌ، منكرٌ عجب: يقال: أمر الأمر إذا كبر، والإمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015