[64]

للناس، فهو معطوف على جملة قوله؛ {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} وما بينهما اعتراض كما في «الجمل»: يعني أنّ قوله: {وَما أَنْسانِيهُ} اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه، سببهُ ما يجري مجرى العذر والعلة لوقوع ذلك النسيان، ويحتمل أن يكون من كلام الله سبحانه، لبيان طرف آخر من أمر الحوت، كأنه قيل: حيي واضطرب، ووقع في البحر، واتّخذ سبيله فيه سبيلًا عجبًا.

قلت: ويحتمل كون جملة، {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} حالًا من الحوت في قوله: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.

وفي «الخازن» (?): قيل: وأي شيء أعجب من حوت قد أكل منه دهرًا، ثم صار حيًا بعدما أكل بعضه.

وفي «القرطبي»: وموضع العجب: أن يكون حوت قد مات يؤكل شقه الأيسر، ثم حيي بعد ذلك، وقال أبو شجاع في كتاب «الطبري»: أتيت به، فرأيته، فإذا هو شقّ حوت بعين واحدة، وشق آخر ليس فيه شيء من اللحم، عليه قشرة رقيقة، تحتها الشوك اهـ.

وحاصل معنى الآية: أي (?) قال له فتاه: أرأيت ما حدث لي حين لجأنا إلى الصخرة التي بمجمع البحرين، إني نسيت أن أخبرك بما حدث من الحوت، إنه حييّ واضطرب، ووقع في البحر، واتخذ سبيله فيه سبيلا عجبا، وذلك أن مسلكه كان كالطاق والسرب، وما أنساني ذكره إلّا الشيطان

64 - {قالَ} موسى لفتاه: {ذلِكَ} الذي ذكرت من أمر الحوت، {ما كُنَّا نَبْغِ}؛ أي: الأمر الذي كنا نبغيه ونطلبه لكونه أمارة الظفر بالمطلوب، وهو لقاء الخضر عليه السلام، أصله نبغيه، والضمير العائد إلى الموصول محذوف كما قدرناه.

وقرىء (?): {نبغ} بغير ياء في الوصل، وإثباتها أحسن، وهي قراءة أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015