[61]

في السفر مهما طال به الزمان. وقرأ (?) الضحاك، وعبد الله بن مسلم بن يسار مجمع بكسر الميم الثانية، والنضر عن ابن مسلم بالكسر في كلا الحرفين، وهو شاذ، وقياسه: من يفعل بفتح الميم كقراءة الجمهور، والظاهر؛ أن مجمع البحرين، هو اسم مكان جمع البحرين، وقيل: مصدر، وقرأ الضحاك حقبا بإسكان القاف، والجمهور بضمها.

61 - قوله: {فَلَمَّا بَلَغا} معطوف على محذوف تقديره: فذهبا يمشيان، فلما بلغا، أي: بلغ موسى وفتاه {مَجْمَعَ بَيْنِهِما}؛ أي: مجمع البحرين، وأضيف مجمع إلى الظرف توسعًا، وهو الموضع الذي وعد موسى أن يجتمع فيه مع الخضر، وفيه الصّخرة، وفيه عين ماء الحياة، التي لا يصيب ماؤها ميتًا إلا حيي، وقد وقع أنّهما لمّا وضعا، أنّ حوتهما أصابه شيء من ماء الحياة فحيي، وقيل (?): البين بمعنى الافتراق؛ أي: البحران المفترقان، يجتمعان هناك، وقيل: الضمير لموسى، والخضر؛ أي: وصلا الموضع الذي فيه اجتماع شملهما، ويكون البين: على هذا بمعنى الوصل؛ لأنه من الأضداد، والأول أولى، {نَسِيا حُوتَهُما}؛ أي: تركا حوتهما الذي جعل فقدانه أمارة وجدان المطلوب؛ أي: نسي موسى تذكر الحوت لصاحبه، وصاحبه نسي الإخبار بأمره، فلا يخالفه ما في حديث «الصحيحين» من إسناد النسيان إلى صاحبه، وفي «الأسئلة المقحمة»: كانا جميعًا قد زوّداه لسفرهما، فجاز إضافة ذلك إليهما؛ وإن كان الناسي أحدهما، وهو يوشع: يقال: خرج القوم، وحملوا معهم الزاد، وإنما حمله بعضهم، {فَاتَّخَذَ} الحوت. إن قلت: كيف أتى بالفاء، وذهاب الحوت مقدم على النسيان؟

قلت: الفاء فصيحة، ولا يلزم أن يكون المعطوف عليه الذي يفصح الفاء عنه معطوفًا على نسيا بالفاء، بل بالواو، والتقدير: وحيي الحوت، فسقط في البحر، فاتخذ {سَبِيلَهُ}؛ أي: طريقه {فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}؛ أي: مسلكًا مفعول ثان لـ {اتخذ}، أي: اتخذ سبيلًا سربًا، والسرب: النفق، الذي يكون في الأرض،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015