يصبأ مهموز بفتحتين خرج فهو صابىء، ثم جعل هذا اللقب علما على طائفة من الكفار. يقال: إنها تعبد الكواكب في الباطن، وتنسب إلى النصرانية في الظاهر، وهم الصابئة والصابئون، ويدّعون أنهم على دين صابىء بن شيث بن آدم، ويجوز التخفيف، فيقال: الصابون وقرأ به نافع. اه. {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} والأجر في الأصل مصدر. يقال: أجره الله يأجره أجرا من بابي ضرب وقتل، وقد يعبّر به عن نفس الشيء المجازى به، والآية الكريمة تحتمل المعنيين. اه. «سمين» {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ} أصله: موثاق مفعال من التوثيق، سكنت الواو بعد كسرة فقلبت ياء حرف مد {وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} والطّور: يطلق على أيّ جبل كان، كما في «القاموس» ويطلق أيضا: على جبال مخصوصة بأعيانها، وهذا الجبل الذي رفع فوقهم كان من جبال فلسطين، كما في «الخازن» عن ابن عباس. اه. «كرخي» {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لعلّ تعليلية؛ أي: لكي تتقوا المعاصي، أو رجاء منكم أن تكونوا متقين. اه. «بيضاوي». وأصل تتقون: توتقيون بوزن تفتعلون؛ لأن أصل المادة من الوقاية، فأصل التقوى وقيا، أبدلت الواو تاء والياء واوا، فقيل:
تقوى، وبعد هذا الإعلال يصير الإفتعال منه، كما هنا توتقوون بواوين، فتبدل الواو الأولى ياء؛ لكسر ما قبلها وهي في الطرف،
واستثقلت الضمة على الياء، فحذفت فسكنت، فالتقى ساكنان الياء، وواو الجماعة، فحذفت الياء، ثم ضمت القاف؛ لمناسبة الواو، وسبب تشديد التاء؛ أنّ فاء الكلمة التي هي واو، كما مر آنفا أن المادة من الوقاية، أبدلت تاء، ثم أدغمت في تاء الافتعال؛ لأنّ فاء الكلمة إذا كان حرف لين وبني منها افتعال، أبدل تاء، وأدغم في تاء الافتعال على حدّ قول ابن مالك:
ذو اللّين فاتا في افتعال أبدلا
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ} التولي تفعّل من الولي، وأصله: الإعراض والإدبار عن الشيء بالجسم، ثم استعمل في الإعراض عن الأمور والاعتقادات اتساعا ومجازا. اه. «سمين» {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ} علمتم بمعنى عرفتم فيتعدّى لواحد فقط. والفرق بين العلم والمعرفة: أنّ العلم يستدعي معرفة الذات، وما هي عليه من الأحوال، نحو: علمت زيدا قائما، أو ضاحكا، والمعرفة تستدعي معرفة