مضاف لمفعوله الثاني؛ وإما متعد لواحد مضاف لمفعوله، و {رُسُلَهُ}، مفعول لـ {وَعْدِهِ}.
وقرىء شاذًا (?): {مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} بجر رسله ونصب وعده. قال الزمخشري: وهذه القراءة في الضعف كقراءة من قرأ: {قتل أولادهم شركائهم} لما فيها من الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، وتقدم الكلام عليها مشبعًا في سورة الأنعام. {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {عَزِيزٌ}؛ أي: غالب لا يماكر ولا يغالبه أحد {ذُو انْتِقَامٍ} ينتقم لأوليائه في أعدائه، وفي "القاموس": انتقم منه إذا عاقبه، والجملة تعليل للنهي.
والمعنى (?): أن الله سبحانه وتعالى عزيز؛ أي: غالب على أمره لا يمتنع منه من أراد عقوبته قادر على كل من طلبه لا يفوته بالهرب منه، وهو ذو انتقام ممن كفر برسله وكذبهم وجحد بنبوتهم وأشرك به، واتخذ معه إلهًا غيره،
48 - ثم ذكر زمان الانتقام، فقال: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}؛ أي: إنه تعالى ذو انتقام من أعدائه، يوم تبدل الأرض غير الأرض بأن تتطاير هذه الأرض كالهباء وتصير كالدخان المنتشر، ثم ترجع أرضًا أخرى بعد ذلك، وتبدل السماوات غير السماوات بانتشار كواكبها وانفطارها، وتكوير شمسها وخسوف قمرها، {وَالسَّمَاوَاتُ} معطوف على {الْأَرْضُ}، وإنما قدم تبديل الأرض لقربها هنا، ولكون تبديلها أعظم أثرًا بالنسبة إلينا اهـ "كرخي". وقرىء شاذًا: {نبدل} بالنون، {الأرض} بالنصب؛ {وَالسَّمَاوَاتُ} معطوف على الأرض. وعلى هذا التفسير فالظرف متعلق بـ {انْتِقَامٍ}، ويحتمل أن يكون متعلقًا باذكر محذوفًا؛ أي: واذكر يا محمد - صلى الله عليه وسلم - لأمتك قصة يوم تبدل هذه الأرض المعروفة أرضًا أخرى غير معروفة، وتبدل السماوات غير السماوات، ويكون الحشر وقت التبديل عند الظلمة دون الجسر؛ أو يكون الناس على صراط.