[34]

ذلك، فيطول، ثم يأخذ الآخر من هذا، فيقصر، كما قال تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}.

واختلفوا في الليل والنهار أيهما أفضل (?). قال بعضهم: قدم الليل على النهار؛ لأن الليل لخدمة المولى، والنهار لخدمة الخلق، ومعارج الأنبياء عليهم السلام كانت بالليل، ولذا قال الإِمام النيسابوري: الليل أفضل من النهار.

34 - ولما ذكر (?) الله سبحانه وتعالى النعم العظام التي أنعم الله بها على عباده وسخرها لهم .. بين بعد ذلك أنه تعالى لم يقتصر على تلك النعم، بل أعطى عباده من المنافع والمرادات ما لا يأتي على بعضها العد والحصر: حيث قال: {وَآتَاكُمْ}؛ أي: وأعطاكم مصلحة لكم {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ}؛ أي: بعض جميع ما سألتموه، فإن الموجود من كل صنف بعض ما قدره الله تعالى، فـ {من} للتبعيض.

وقال الأخفش (?): أي أعطاكم من كل مسؤول سألتموه شيئًا، فحذف شيئًا، وقيل: المعنى: وآتاكم من كل ما سألتموه ومن كل ما لم تسألوه، فحذفت الجملة الأخرى. قاله ابن الأنباري، وقيل: {من} زائدة؛ أي: آتاكم كل ما سألتموه. وقيل: للتبعيض؛ أي: آتاكم بعض كل ما سألتموه.

وقرأ ابن عباس والضحاك والحسن ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وعمرو بن فائد وقتادة وسلام ويعقوب ونافع في رواية (?): {من كلٍ} - بالتنوين - وهي شاذة؛ أي: من كل هذه المخلوقات المذكورات، و {ما} موصولة مفعول ثان؛ أي: ما شأنه أن يسأل بمعنى يطلب الانتفاع به؛ أي: آتاكم من كل شيء الذي سألتموه. ويجوز أن تكون {ما} نافية؛ أي: آتاكم من جميع ذلك حال كونكم غير سائلين له.

والمعنى: أي هيأ لكم كل ما تحتاجون إليه في جميع أحوالكم من كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015